إلياس الزاهدي -ومع

حلّ وفدٌ برلماني مغربي في إطار زيارة عمل للشيلي، تمتدّ بين 12 و15 يناير الجاري، بدعوة من رئاسة مجلس الشيوخ بالبلد الجنوب أمريكي ومنظمي مؤتمر المستقبل.

وفي هذا الإطار، أجرى الوفد المغربي، الذي يضمّ كلا من عبد القادر سلامة، خليفة رئيس مجلس المستشارين، وأحمد الخريف، أمين مجلس المستشارين وممثله الدائم لدى برلمان أمريكا اللاتينية والكاريبي، والأسد الزروالي، مدير الموارد المالية والبشرية والشؤون العامة في المجلس، أمس الاثنين، مباحثات مع رئيس مجلس الشيوخ في جمهورية الشيلي، خايمي كينتانا.

ووضّح خليفة رئيس مجلس المستشارين، في كلمة خلال هذا اللقاء، الذي تميز بحضور سفيرة المغرب في الشيلي، كنزة الغالي، “الأهمية الكبيرة التي تكتسيها هذه الزيارة ودورها في تعزيز الدينامية القوية التي تشهدها العلاقات المغربية الشيلية على كافة المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية وتوطيد علاقات التعاون بين المؤسستين التشريعيتين للبلدين والشعبين الصديقين”.

وذكّر سلامة بأهمية الزيارة التاريخية للملك محمد السادس إلى جمهورية الشيلي في 2004 والآفاق الواعدة التي فتحتها في توسيع مجال التعاون على مختلف الأصعدة بين البلدين.

وشدّد المتحدث ذاته على أن المغرب والشيلي تجمعهما روابط تاريخية وحضارية مشتركة ويتقاسمان مجموعة من القيم الإنسانية والعديد من التحديات، خصوصا تلك المرتبطة بالتغيرات المناخية.

ووضّح أهمية الدور الذي تضطلع به المؤسسات البرلمانية، وخصوصا برلمانات دول الجنوب في الترافع من أجل تنزيل مضامين الاتفاقيات الاطارية للأمم المتحدة بشأن التغيرات المناخية، وخاصة تلك التي عكستها القمم الأخيرة في كل من باريس ومراكش ومدريد، التي ترأستها الشيلي.

وجدّد سلامة دعوة رئيس مجلس المستشارين، عبد الحكيم بن شماش، نظيره الشيلي من أجل زيارة المغرب لتباحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية والاطلاع على المكتسبات التي حققها المغرب في عهد الملك محمد السادس في العديد من المجالات والميادين، وزيارة الأقاليم الجنوبية للمملكة للوقوف على حقيقة النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

وبدوره، وصف الخريف هذا اللقاء بـ«المهمّ للغاية»، مبرزا أن زيارة الوفد البرلماني المغربي ترمي إلى تفعيل مضامين مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين الطرفين بمناسبة زيارة رئيس مجلس المستشارين للشيلي في يوليوز 2017، وكذا الإرادة المشتركة في تعزيز التعاون البرلماني بين المؤسستين التشريعيتين والارتقاء بها الى مستوى العلاقات السياسية المتميزة التي تجمع البلدين.

وأشاد المتحدث بالدعم الثابت للشيلي، حكومةً وبرلمانا، للوحدة الترابية للمغرب، مضيفا أن هذا الموقف «النبيل والصريح من شأنه دعم المغرب في جهوده الرامية إلى إيجاد حل سلمي لهذا النزاع المفتعل الذي عمّر أزيد من 40 سنة، والذي يهدّد الاستقرار في المنطقة”.

وبدوره، دعا رئيسَ مجلس الشيوخ الشيلي لزيارة الأقاليم الجنوبية للمغرب من أجل التواصل مع الممثلين الشرعيين لسكان المنطقة وترسيخ قناعة المسؤولين البرلمانيين الشيليين بعدالة القضية الوطنية ووجاهة المبادرة المغربية للحكم الذاتي.

وتوقّف الخريف عند أهمية الدبلوماسية البرلمانية، موضحا أن المغرب عزّز حضوره داخل مختلف المنتديات البرلمانية في أمريكا اللاتينية، ومنها برلمان أمريكا الوسطى “بارلاسين” ومنتدى رؤساء ورئيسات المؤسسات التشريعية ب أمريكا الوسطى ومنطقة الكاريبي “فوبريل” وبرلمان أمريكا اللاتينية والكاريبي “بارلاتينو” وبرلمان مجموعة بلدان الأنديز.

وتابع في تدخّله أن هذا الحضور القوي للبرلمان المغربي في المنتديات البرلمانية في منطقة أمريكا اللاتينية سيعطي زخما جديدا للتعاون جنوب -جنوب، الذي يرعاه ويقوده الملك محمد السادس، مبرزا “الدور المهمّ الذي يضطلع به المغرب في مجال تعزيز التعاون جنوب -جنوب بفضل موقعه الجغرافي الإستراتيجي، ما يجعل المملكة صلةَ وصل بين أمريكا اللاتينية والعالم العربي وإفريقيا.

ومن جانبه، توقّف كينتانا، رئيس مجلس الشيوخ الشيلي، عند “مستوى العلاقات المتميزة القائمة بين البلدين والشعبين الصديقين”، منوها بنتائج الزيارة التي قام بها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، في يونيو الماضي، للشيلي، والتي توجت بإعلان مشترك مهمّ. وثمّن المسؤول الشيلي “الدينامية غير المسبوقة في العلاقات بين برلمانيي البلدين”، مذكرا بمتانة الروابط والقيم المشتركة الحضارية والإنسانية التي تجمع الشعبين.

ودعا رئيس مجلس الشيوخ الشيلي إلى الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية للبلدين إلى مستوى العلاقات السياسية المتميزة، في ظلّ الرهانات والتحديات المشتركة التي يواجهـها البلدان، مؤكدا في هذا السياق أن “تثمين ودعم مجلس الشيوخ الشيلي يعد ثمرة العلاقات البرلمانية الثنائية المتميزة”.

وحضر الوفد المغربي، مساء أمس الاثنين، أشغال حفل الافتتاح الرسمي لمؤتمر المستقبل داخل مقر الكونغرس في العاصمة الشيلية سانتياغو.

وانطلقت الاثنين بسانتياغو فعاليات الدورة 2020 للمؤتمر بشعار «أفكار من أجل عالم جديد»، بحضور مائة محاضر شيلي وأجنبي ينتمون إلى حقول معرفية مختلفة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *