الرباط- جمال بورفيسي

وجه الناشط الأمازيغي أحمد أرحموش انتقادات لاذعة إلى أحمد حرزني، السفير المتجول للمغرب، على خلفية ما سماه أرحموش “إعلانه مواقف خطيرة ضد الأمازيغية”.

وجاء في رسالة مفتوحة وجهها الناشط الأمازيغي إلى الرئيس السابق للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، نشرها على صفحته في فيسبوك “لقد أعلنتم في مداخلتكم يوم 17 -10 -2018 بمقر المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وحسب ما تلقيته من الإخوة الحاضرين، عن كونكم أمازيغيا أصيلا، لكنكم ضد ترسيم اللغة الأمازيغية، وكنتم ضمن مكونات لجنة وضع مشروع دستور 2011، وعللتم ذلك بسببين: ألاول أن المغرب بلد فقير ولا يمكنه أن يتحمل التكلفة المالية للغتين الرسيتين، والثاني أن حرف تيفناغ سيثقل كاهل التلاميذ بإضافة حرف ثالث في التلقين والتربية والتكوين”.

وقال أرحموش إنه لا يخفي استغرابه وامتعاضه من مواقف حرزني الجديدة المعلن عنها، والتي أعلن عنها في عقر دار مؤسسة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وهي مواقف “في اعتقادي سبق أن حُسمت مع نسبة كبيرة من مكونات اليسار المغربي قبل نهاية تسعينيات القرن الماضي باسترجاعهم النسبي لتوازنهم العقلي”.

وجاء في الرسالة أن “صفتكم الحقوقية سابقا، وموقعكم السياسي الحالي، وبغضّ النظر عن قناعاتكم الشخصية، لا تسمح لكم بانخراطكم في معاكسة، من جهة، ثوابت الدولة المنصوص عليها في الباب الأول (أحكام عامة) للدستور وبالأخص ما جاء بالفصل الخامس، ومن جهة أخرى، التزامات الدولة المغربية في مجال حقوق الإنسان، ومنها توصيات لجان المعاهدات ذات الصلة، وأنتم المشرف الأول على مؤسسة حقوقية بالمغرب في فترة ما قبل دستور 2011”.

وذهب أرحموش إلى حد القول “أنتم، السيد السفير المتجول، بمواقفكم المذكورة تدمّرون أصول وقواعد مهامكم السياسية، علما بأنكم السفير المغربي المتجول، والذي هو ملزم بنقل صورة المغرب، بتعدده وتنوعه، إلى ممثلي مختلف دول العالم، بدل العدول والعودة إلى خطابات مكرِّسة للاستبداد الثقافي واللغوي، والتي اكتوينا بنارها وما زلنا لعدة عقود وأدت إلى افتقاد المغرب رؤية مستقرة في مجال تدبيره للتعدد والتنوع”.

واعتبر المتحدث ذاته موقف حرزني “شكلا من أشكال العصيان ضد مقررات الوثيقة الدستورية، ومساسا بالمكتسب التشريعي المعلق على شرط مِؤجل، ونكوصية ضد ما تمت مراكمته في مجال نزع الطابع العرقي عن الدولة”.

وسجّل أرحموش “تراجعات” من حرزني لخّصها في “التحاقكم بأجنحة أصولية وشوفينية لا زالت تكافح من أجل تدمير هويتنا الأمازيغية، والتحاقكم بمواقف الحزب الحاكم عند رفضه المعلن اعتماد حرف تيفناغ لكتابة الأمازيغية، وللحساب الخصوصي كمقتضى جديد بمشروع القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية”.

وتابع أرحموش كلامه لحرزني قائلا “السيد أحمد حرزني، أسائلكم: لماذا كلما تعلق الأمر بالأمازيغية تواجهوننا بسؤال التكلفة ومبرر أن المغرب بلد فقير، وأن من شأن تدريس الأمازيغية بحرف تيفناغ أن يكون له مؤثرات سلبية على التلميد/ة؟ متى تقرر أن تقصى الأمازيغية من الاستفادة من المال العام لتخصص فقط للغات الأجنبية وللغة العربية؟ ما هي الدراسات الميدانية أو غيرها التي اعتمدتموها، والتي تفيد بأن حرف تيفناغ يرهق التلميذ، بخلاف الحرف العربي واللاتيني؟ لماذا لم تؤسسوا نظريتكم على معطى كون التلميد/ة يتلقى الأمازيغية بسلاسة وبسهولة وبانطباع تلقائي، بخلاف غيرها؟ هل تفقير الأمازيغية مرده كون المغرب بلدا فقيرا؟ هل تعُون أن مواقفكم السلبية المعبر عنها تعزز المسار التحكّمي للحكومة وبعض الفرق البرلمانية في تمطيط وتأجيل صدور مشروع القانون التنظيمي للأمازيغية وللمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، وهذه الأخيرة كنتم واحدا من أعضاء لجنتها المكلفة بوضع مشروعه؟”…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *