الرباط :بعثة le12
عرى حضور جمهور من الأساتذة الجامعيين والباحثين والطلبة وعموم المثقفين والمهتمين، مساء اليوم الأربعاء برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، افتتاح كرسي عبدالله العروي، حقيقة دعاة التتفيه، ومروجي أكذوبة قطيعة المغاربة مع الثقافة والعلم..
وفي كلمة بالمناسبة، اعتبر عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، جمال الدين الهاني أن الإعلان عن افتتاح كرسي عبدالله العروي ليس مناسبة رمزية للاعتراف بحق المثقفين على أوطانهم فحسب، بل أيضا تجسيد لثقافة الوفاء ولقيم الاعتراف تجاه من خدموا قضايا التنمية والعقلانية والحداثة والتنوير، وساهموا في تحقيق شروط النهضة الثقافية والحضارية للمغرب من موقع البحث العلمي المبني على الإنتاج الفكري والاجتهاد الأكاديمي.
وتابع بالقول إن الدكتور عبد الله العروي ليس فقط أستاذا جامعيا أو باحثا او منظرا في مجال الفكر الفلسفي، بل لساني ومؤرخ وأديب و هو قبل كل شيء مفكر،مضيفا أن العروي طبع تاريخ المغرب المعاصر بمشروعه العلمي والمعرفي الحداثي عبر إنتاجاته الأكاديمية المختلفة والمتنوعة حتى بات « مدرسة فكرية بكل المقاييس العلمية صنعت أجيالا وأنتجت أطرا وباحثين من المستوى الرفيع ».
وأكد الهاني أن إنتاجات عبدالله العروي لم تبق حبيسة الجغرافية الوطنية، وإنما أضحت تؤرخ لانخراط المثقفين المغاربة وغير المغاربة في الزمان العالمي عبر ترجمة مؤلفاته إلى لغات متعددة وتدريسها في كبرى الجامعات العالمية.
وأضاف أن الإشكالات الفلسفية واللغوية والتاريخية والسياسية والثقافية التي يتناولها الأستاذ العروي بمنهجيته النقدية ومقاربته الفلسفية من قبيل إشكاليات الدولة والمجتمع وطبيعة العلاقة بين الدين والدولة والعلمانية، ونوعية العلاقة بين الذات والآخر، لاتزال في حاجة إلى تعميق النقاش الفلسفي والمطارحات الفكرية.
وتميز افتتاح الكرسي بالمحاضرة التي ألقاها المفكر عبد الله العروي بحضور ثلة من الأساتذة الجامعيين والباحثين والطلبة وعموم المثقفين والمهتمين.
وقال العروي، إن هذا الكرسي “يخص مجال التباحث والتدارس ومناقشة إشكالات ارتبطت باسمي في السنوات الأخيرة، وفضاء يوفر المراجع والوثائق والتحليلات والاجتهادات المرتبطة بالتاريخ، والتطور والتخلف والاستقلال والتبعية بالثقافة والفلكلور والاستمرارية والقطيعة”.
وتابع المفكر المغربي أن هدف من هذا الكرسي الافتتاحي “ليس من أجل نشر إديولوجية بعينها بقدر ما هو لتدارس مسائل راهنة ومتجددة”، مضيفا: “كنت دائما ولا أزال أدعو إلى إصلاح شامل في المجال التربوي، خاصة في مجال اللغة، لكن النقاش مضى في غير طريقه السليم”.
وحول جدلية الترجمة والنقل عند العروي قال “مشكلتنا أننا نظن أن النقل يتم مرة واحدة في حين أن الترجمة عملية مستمرة ومتجددة”.
وعن الإشكالات الطارئة دخل منظمات الدولة الوطنية والقبيلة واللادولة..قال العروي بشجاعته الفكرية ” لا خلاف اليوم أن الإشكالات الجديدة التي تواجهنا تولدت في إطار الدولة الوطنية والإنتاج الصناعي والعقلانية الواقعية، فلا يتصور أن تفهم وتدرس في إطار عتيق، وفي إطار اللادولة”.
واعتبر العروي، أن الأمية الرقمية أسوا من الأمية الحرفية، قبل أن يتحدث عن اللغة والدارجة قائلا:” لو اجتهد من يتكلم في هذا الموضوع الحساس وبحث لاتضح له أنه وجد في الماضي وحاليا ومستقبلا فرق بين المكتوب المدون والمنطوق المتشعب”.
وحسم العروي الجدل المثار حول دقة الترجمة والتأويل في معالجة النص المكتوب والمنطوق وبين اللغة والدارجة بالقول: ” لكل واحد من الاثنين مقامه ومجالهوهذا ما يعرفه جيدا المتحدثون بالانجليزية يقبلونه ويتعايشون معه ويتعامى عنه غيرهم لأسباب خاصة بهم”.
ويشكل الكرسي، الذي أحدث بمبادرة من الكلية وبتعاون مع معهد العالم العربي بباريس، أرضية علمية لتنظيم الملتقيات الأكاديمية التي تستقطب كافة المشتغلين والمهتمين بالحقول الفلسفية والقضايا الحضارية من أجل تعميق الانتماء الوطني للأجيال الثقافية الصاعدة.
كما يمثل كرسي عبد الله العروي منارة علمية للتعبير عن الامتداد الفكري لمدرسة المفكر عبدالله العروي ولمشروعه، بحكم أن القيمة العلمية للمشاريع تتجلى في ضمان استمراريتها، سواء في مجال المطارحات الفلسفية أو في تحويل كبرى اشكالياتها إلى قضايا بحثية للدارسين والباحثين في مجال اللغات والعلوم الإنسانية والاجتماعية في مستوى الدراسات العليا والبحث العلمي عموما.
بعثة جريدة le12.ma حضرت افتتاح كرسي عبدالله العروي وعادت بالربورتاج التالي: