حسين عصيد
أولت الصحافة البلجيكية لواقعة محاولة قتل مواطن مغربي لطليقته ببروكسيل الأسبوع الماضي اهتماما بالغا، ورغم أن الجريمة اقتُرفت بدافع الرغبة في الانتقام، إلا أنها جرّت مجموعة أسئلة أثارتها وسائل الإعلام بهذا البلد الأوروبي بخصوص تورط عدد كبير من الشبان المغاربة ببلجيكا في أفعال مماثلة، لكن بدوافع تتعلق بالشرف.
وحسب ما أوردته صحيفة “نيوز” البلجيكية أول أمس الاثنين، فقد شهدت بلجيكا خلال السنوات الأخيرة عدداً من الحالات المقلقة تتعلق بجرائم الشرف التي تورط فيها شباب مغاربة، أغلبها كان عبارة عن اعتداءات أفضى أغلبها إلى إصابة ضحاياها من قريباتهم بجروح متفاوتة الخطورة، إلا أن تسجيل تورط شبان محسوبين على بعض التيارات الإسلامية في هذه الجرائم، وتنوع طرق العقاب ما بين الطعن على الوجه بأسلحة حادة أو الرش بماء النار “الماء القاطع”، دفع وسائل الإعلام إلى ترجيح ظهور جيل جديد من الشباب المغربي الذي يؤمن بجرائم الشرف.
وأضافت الصحيفة أن جرائم الشرف التي تتفشى بشكل كبير بين أبناء الجاليات المسلمة المتحدرة من دول باكستان والعراق وتركيا، ويسقط ضحيتها عدد كبير من الشابات كل عام بدول أوروبا، تُقترف غالباً بدافع العرف الذي يسود بين أفراد هذه الجاليات بشكل كبير، في حين تُقترف تلك التي يتورط فيها شبان مغاربة بدوافع دينية صرفة، وأغلبهم يتبنون الإسلام السلفي القادم من الشرق.
وتستخدم الصحافة الأوروبية في الآونة الأخيرة مصطلح “تنزيلات إسلامية”، وذلك للتعبير عن سوء الأحكام الصادرة بحق مرتكبي جرائم الشرف. فالشباب المسلم الذي يقتل إحدى قريباته بدافع الشرف يُحكم عليه غالباً بـ 15 سنة سجناً، رغم أنه وفق قوانين تلك الدول يكون الحكم في مثل هذه الحالة بالسجن المؤبد. وهذه الأحكام المخففة لا تمس فقط المسلمين المتورطين في جرائم قتل باسم الشرف، بل أيضاً أولئك الذين يعنفون زوجاتهم، إذ تصدر بحقهم عادة أحكام مخففة مقارنة بتلك التي يواجهها مواطن أوروبي ارتكب جرائم مماثلة.