رشيد الزبوري -le12.ma

 

شهدت 2019 أحداثا متميزة في رياضة كرة القدم، أبرزها تتويج منتخب الإناث بالميدالية البرونزية، بعد فوزهن في مباراة الترتيب على الجزائر، في الألعاب الإفريقية التي نُظّمت في بلادنا خلال السنة التي سنودّع بعد أيام.

وعرفت 2019 خروج المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم -كبار في دور ثمن نهاية كأس إفريقيا للأمم، التي جرت في مصر الصيف الماضي، أمام منتخب بنين. كما عجز فريق الوداد البيضاوي في 2019 عن نيل لقب عصبة الأبطال الإفريقية للمرة الثانية على التوالي والرابعة في تاريخه، في لقاء رادس في تونس، بعد إعلان الترجي التونسي “بطلا” للدورة، بعد مباراة أعقبها جدل واسع في الأوساط الرياضية.

كما ودع فريق حسنية أكادير مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية، في دور ربع النهاية، بعد انهزامه أمام مضيفه الزمالك المصري في إياب هذه المسابقة؛ فيما بصم نهضة بركان على مشاركة قوية في المسابقة ذاتها، بعد أن تأهل إلى دور ربع النهاية على رأس المجموعة الأولى، أمام حسنية أكادير، الذي حل ثانيا، والرجاء البيضاوي، الذي توقفت رحلته في الدفاع عن لقبه في دور المجموعات. وتفوق بركان في دور الربع ذهابا وإيابا.

وكان الإنجاز القاري في السنة التي نودَع من نصيب المنتخب المغربي لكرة القدم للمكفوفين وضعاف البصر “سيسي فوت” بعد فوزه على نظيره المالي في المباراة النهائية التي جرت في بداية آخر شهر من السنة الحالية في نيجيريا.

وحافظ المنتخب المغربي بعد هذا الفوز على اللقب الذي توج به الدورة الماضية، وحجز بالتالي بطاقة التأهل إلى دورة الألعاب البارالمبية طوكيو 2020.

تتويج الاتحاد البيضاوي

وتمكّن الاتحاد البيضاوي من التتويج بأول لقب في مسيرته، بعد تتويجه بكأس العرش لهذا الموسم على حساب حسنية أكادير بهدفين لواحد، في المباراة النهائية التي جمعت بينهما على أرضية الملعب الشرفي في وجدة.

وتميزت 2019 في ما يتعلق بتدبير وتسيير كرة القدم الوطنية بتأسيس عصبة كرة القدم النسوية أواخر نونبر الماضي، طبقا للأنظمة التي تحددها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم. كما تم تأسيس عصبة كرة القدم المتنوعة، والتي أوكلت إليها مهمة تنظيم المنافسات والتظاهرات الرياضية.

وشهدت 2019 إقصاء المنتخب الأولمبي وغيابه -للمرة الثانية على التوالي- عن الأولمبياد. كما شهدت مشاركة “باهتة” لمنتخب الذكور في الألعاب الإفريقية وتأهل المنتخب الوطني للاعبين المحليين إلى دورة الكاميرون، حيث سيدافع عن لقبه.

وفي الرياضات الجماعية، أحرز المنتخب المغربي لكرة اليد -رجال الميدالية البرونزية في الدورة الـ12 للألعاب الإفريقية الأخيرة، التي نُظمت في المغرب، بعد فوزه على نظيره الجزائري.

وفاز المنتخب المغربي للكرة الطائرة الشاطئية -رجال بالميدالية الفضية، فيما أحرزت سيدات المنتخب الوطني المغربي للكرة الطائرة داخل القاعة الميدالية البرونزية في الدورة الـ12 للألعاب الإفريقية.

ولا يفوتنا، ونحن نستعرض هذه الوقائع التي تميزت بها الرياضات الجماعية الإشارة إلى “غياب” العديد من الرياضات، مثل الريكبي وكرة السلة. فقد توقفت منافسات الرياضتين المذكورتين، بعد آثار الحل والتجميد من قبَل الجامعتين والوزارة الوصية. وتمخّض كل هذا عن تقارير مكتب الافتحاص، الذي قدّم خلاصات “سوداء” للتسيير المالي والإداري لعدة جامعات رياضية.

 

الرياضات القتالية

وفي ما يخصّ الرياضات القتالية فقد شهدت في 2019 مشاركة الأبطال المغاربة في فنون الحرب في أبرز البطولات العالمية وتمكّنوا من انتزاع ألقاب وميداليات من مختلف المعادن.

وتوج زكريا التجارتي، في مراكش، بلقب بطولة العالم للمحترفين للمنظمة العالمية للمواي طاي لوزن أقل من 66 كلغ. وهو اللقب الذي حافظ عليه بعد تفوقه على البطل العالمي الفرنسي من أصول جزائرية مصطفى يوسف.

كما حقق المنتخب الوطني المغربي للتيكواندو إنجازا متميزا بنيله سبع (7) ميداليات، إحداها ذهبية، في النسخة السابعة للدوري الدولي المفتوح في الفجيرة بالإمارات. كما تألق في البطولة العربية الحادية عشرة للتيكواندو، التي نظمتها الجامعة الملكية المغربية للعبة في مدينة العيون.

وكرّست رياضة التيكواندو الإنجاز الذي حققته بنيلها ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية للشبان في الأرجنتين، وتحقَقت بفضل فاطمة الزهراء أبو فارس. كما أحرز رياضيو التيكواندو 11 ميدالية، منها خمس (5) ذهبيات وفضيتان وأربع (4) نحاسيات. كما عززت رصيدها من النقط التي تؤهلها للمشاركة في الألعاب الأولمبية بـ40 نقطة.

وشهدت مختلف بطولات العالم في 2019 صعود الأبطال المغاربة إلى منصّات التتويج غير ما مرة. فقد فاز سعد بوجكة بالميدالية الفضية لوزن 75 كلغ. في فئة «الساندا» ضمن منافسات بطولة العالم للووشو في مدينة شنغهاي الصينية. وانتزعت شيماء بلقاسمي الميدالية البرونزية لوزن أقل من 56 كلغ. ضمن منافسات بطولة العالم لرياضات الكيك بوكسينغ، في العاصمة البوسنية (سراييفو).

كما تألق الأبطال المغاربة خلال البطولة الماسية للمواي طاي للمحترفين، التي نظمتها المؤسسة الدولية «بوكس سبور» في مراكش، بإشراف الجامعة الملكية المغربية لرياضات الكيك بوكسينغ -المواي طاي -الصافات والرياضات المماثلة.

وخلال البطولة العالمية الأخيرة لرياضة الفول كونتاكت (نونبر 2019) في مدينة أنطاليا (تركيا) انتزع المغرب ميدالية ذهبية ثمينة في وزن أقل من 75 كلغ. بواسطة البطل العالمي سفيان مرزاق، الذي اختير كأحسن متبار لرياضة الفول كونتاكت في العالم، كما عرفت سنة 2019 تألق العديد من الاسماء المغربية المهاجرة في الرياضات القنالية، عرفت السقطة الثانية للبطل بدر هاري أمام  الهولاندي ريكو.

 الفن النبيل

في رياضة الملاكمة، أحرز المنتخب المغربي ست ميداليات (ذهبية وفضية وأربع برونزيات) في منافسات الدورة الثالثة للبطولة العربية في الخرطوم. وحصد المنتخب النسوي -كبيرات أربع ميداليات ذهبية خلال الدوري الدولي للملاكمة في العاصمة الغابونية (ليبروفيل). كما حقّق المنتخب النسوي ست ميداليات، منها أربع (4) ذهبيات، في دورة الألعاب الإفريقية الثانية عشرة.

وعلى الصعيد الفردي، تمكن الملاكم المغربي محمد ربيعي من تحقيق فوزه العاشر على التوالي في مسيرته الاحترافية، إثر تفوقه على منافسه المكسيكي خيسوس غيرولو، في النزال الاحترافي الذي جمعهما في مدينة هال الألمانية.

وكانت رياضة الملاكمة في 2019 وفية لإنجازاتها في الاستحقاقات الدولية، فتمكنت من حصد سبع (7) ميداليات، منها أربع (4) ذهبيات وفضيتان ونحاسية واحدة بعد احتلال القفاز المغربي الرتبة الأولى إفريقيا، ما يعزز حضور الملاكمة المغربية في دورة الألعاب الأولمبية المقررة في طوكيو 2020.

ونجحت رياضة الكراطي في الظفر بتسع (9) ميداليات ذهبية وأربع (4) فضية ونحاسيتين. وتصدرت ترتيب المنافسات بعد فوزها في تسع مسابقات من أصل 13 مباراة نهائية.

ولم يشذّ الجيدو الوطني عن القاعدة وفاز بـ11 ميدالية، منها ذهبيتان وخمس (5) فضيات ونحاسيتين؛ ليحتل بذلك الرتبة الثانية. وتحقّق هذا الإنجاز بفضل كل من عصام باسو، الفائز بالميدالية الذهبية في وزن أقل من 60 كلغ. وشيماء الديناري، التي نالت الذهبية أيضا.

ومن جانبهم، ظهر الرماة المغاربة في المحفل القاري بوجه مشرّف جدا، بفوزهم بميداليتين ذهبيتين وثلاث (3) فضيات ونحاسيتين. وأنهت منافسات الألعاب الإفريقية في مركز الوصافة.

رياضة الگولف

وفي رياضة الگولف تألّق عدد من اللاعبين واللاعبات المغاربة، الهواة والمحترفين، سواء في الدوريات الدولية المفتوحة، الأوربية والعربية، أو في جائزة الحسن الثاني للگولف، التي تشهد مشاركة ألمع نجوم هذا النوع الرياضي من مختلف القارات، وكذا في كأس للامريم للمحترفات.

وشهد الموسم الرياضي تنظيم المغرب بامتياز للبطولات الوطنية والدولية، من بينها دوري للا عائشة، الذي عاد إلى المغرب بعد غياب دام تسع سنوات، والذي يشكل المحطة الـ20 في برنامج الدوري الدولي للمحترفين ويتضمن 24 دوريا. كما نظّمت الجامعة الملكية للعبة وجمعية الحسن الثاني للگولف بطولة المغرب للهواة والمحترفين وكأس العرش.

وشهدت 2019 حضورا لافتا للمغرب في البطولات العربية للگولف، التي أقيمت في كل من مصر والأردن وقطر.

“أمّ الألعاب”

في “أمّ الألعاب”، التي شكلت على الدوام قاطرة للرياضة الوطنية في مختلف المحافل الدولية والقارية، احتل المغرب المرتبة الـ31 في سبورة الميداليات في بطولة العالم لألعاب القوى الدوحة 2019، بميدالية برونزية يتيمة، حققها سفيان البقالي في سباق 3 آلاف متر موانع. كما تألق العدّاء حمزة السهلي، الذي للرتبة الثامنة في سباق الماراطون.

تنظيميا، برهن المغرب على قدراته التنظيمية على أعلى المستويات، من خلاله احتضانه دورة الألعاب الإفريقية (الرباط 2019) وأكد بالتالي حضوره في قلب القارة السمراء.

وإذا كان المغرب قد كسب رهان تنظيم هذه الدورة، التي عُدّت استثنائية بكل المقاييس، فإن العديد من الأنواع الرياضية سجّلت إخفاقات من حيث النتائج؛ ما أسهم في اكتفاء المغرب بالمركز الخامس في الترتيب العام لسبورة الميداليات.

هكذا، إذن، فشلت ألعاب القوى الوطنية في انتزاع ميدالية ذهبية خلال هذه الألعاب واكتفت بالفوز بـ11 ميدالية، منها ست (6) نحاسيات، لتحتل المرتبة الـ14 إفريقيا بين 16 بلدا مشاركا..

بخلاف ذلك، تمكّنت الفروسية المغربية من الفوز بميداليتين ذهبيتين وفضية ونحاسية، واحتلت الرتبة الأولى إفريقياً، متجاوزة مصر، التي احتلت الرتبة الثانية.

 الفروسيىة والكاياك

وخلقت رياضة قوارب الكاياك، التي غابت عن أبرز المحطات الدولية، “المفاجأة” في 2019 بفوزها بميدالية ذهبية وأخرى برونزية، ما مكّنها من من احتلال الرتبة السادسة إفريقيا.

ورغم المشاكل التي تتخبط فيها رياضة المسايفة الوطنية منذ فترة طويلة، فقد نجحت في الظفر بسبع ميداليات (ذهبية وفضيتان وأربع (4) برونزيات) وانتزعت بالتالي المركز الثالث إفريقيا.

هذه الإنجازات التي حققتها بعض الرياضات، فرديةً أو جماعية، قابلتها إخفاقات أخرى في بلوغ الأدوار النهائية لمسابقات دورة الألعاب الإفريقية، لتخرج خاوية الوفاض، ومنها سباق الدراجات؛ وكرة اليد؛ وكرة الطاولة؛ والرماية بالنبال. بينما اكتفت رياضات السباحة والمصارعة ورفع الأثقال بالنحاس والفضة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *