هشام الضوو

 

في الوقت الذي كانت الجماهير المغربية تأمل أن تكون 2019 سنة الإنجازات الكروية وإعادة بريق الكرة المغربية، بعد سنوات “عجاف” من الإخفاقات والانتكاسات والخيبات، اختارت السنة التي نودّع أن تلبس “عباءة” الفشل وأن تقدّم نفسها، من جديد، واحدة من سنوات “الفضائح والفشل والغموض”…

هكذا، الكرة المغربية عاشت “ارتباكا” في عدد من المحطات القارية وخرجت بإنجاز “يتيم” تمثل في تحقيق الرجاء البيضاوي كأس “السبور الإفريقي”، على حساب الترجي الرياضي التونسي، في هده الورقة تسرد جريدة le12.ma  كرونولوجيا “فضائح” الكرة المغربية خلال عام 2019.. عام للنسيان.

كان مصر.. “الشوهة” الكبرى

لعل أبرز “فضيحة” شهدتها 2019 هي خروج المنتخب الوطني لكرة القدم من منافسات كأس إفريقيا للأمم في مصر من دور الربع على يد منتخب مغمور من قبيل بِنين.. مرارة إقصاءٍ “كارثي” ما زالت جماهير الكرة المغربية لم “تسرطها” حتى الآن.. فمنتخب “الأسود”، الذي رشّحته “ليكيب” الفرنسية لأن يتوج بطلا لكأس إفريقيا أنهى مشواره الإفريقي نهاية “غريبة”. ولم تجد الجامعة الملكية لكرة القدم مبررا للاقصاء وفضّلت نهج سياسة “الصمت” إلى حين عقد ندوة صحافية لإعلان خليفة الفرنسي هيرفي رونار، في واحد من المشاهد “العبثية”.

سهر و”قصايْر” قبل مباراة بنين

أثار لاعبو المنتخب الوطني جدلا محتدما وغضبا عارما عقب انتشار صورٍ لهم داخل ملهى ليليّ في القاهرة! أيْ نعم، ملهى ليليّ.. وظهر في الصور التي جرى تداولها، آنذاك، فيصل فجر وياسين بونو من داخل حفل ساهر التقط فيه اللاعبون صورا مع المعجبين و… “المعجبات”! في الوقت الذي بدا فيصل فجر في صورة رفقة شابة وبجانبه قنينات مشروبات كحولية. ومن المفارقات العجيبة التي شهدها “كانْ” مصر أنّ “قصارة” اللاعبين كانت قبل 24 ساعة من “اليوم المشؤوم” الذي واجه فيه “الأسود” منتخب بنين في ملعب “السلام” في القاهرة، إقصاءه من المنافسة.

“فضيحة رادس”.. الوداد ضحية “الڤار”

أثارت قضية ما بات يعرف بـ”فضيحة رادس” الكثير من اللغط والجدل، إلى وما زالت حتى الآن. فالفضيحة التي كانت “بطلتَها” تقنية الفيديو “الڤار” جنَت على فريق الوداد البيضاوي، ممثل الكرة المغربية في منافسات عصبة الأبطال الإفريقية، وحرمته من التتويج بلقب المنافسة على حساب فريق الترجي الرياضي التونسي.

ففي 31 من ماي الماضي انتهى حلم “وداد الأمة” بطريقة “غريبة” بعدما أعلن الحكم الغامبي باكاري غاساما نهاية مباراة بـ”تتويج” نادي الترجي التونسي، بعد توقف المباراة أكثرَ من ساعة بسبب “خلل” تقني في تقنية حكم الفيديو المساعد (ڤار). ودخل الوداد بعد هذه “الفضيحة” التي تابعها العالم على المباشر ردهات محكمة التحكيم الرياضي “تاس”، لكنها قرّرت “منح” اللقب للترجي، بعد شهور من الجلسات والقرارات المزدوجة بين “تاس” و”كاف”.

الوينرز بالسواد في ليلة تأهّل الوداد برباعية
الوينرز بالسواد في ليلة تأهّل الوداد برباعية

الرّجاء البيضاوي والفضيحة “الأخلاقية”

من بين الفضائح الداخلية التي شهدتها الكرة المغربية في 2019 “الفضيحة الأخلاقية” التي هزت “عرش بيت الرجاء”. ففي 8 من أكتوبر الماضي، أصدر المكتب المديري لنادي الرجاء الرياضي بلاغاً قال فيه إنه تلقى إفادة من لاعب من فئة الشباب تتعلق بتصرفات غير أخلاقية تمسّ بعرضه قد يكون تعرّض لها من قبَل المكلف بالتأطير في نادي الرجاء البيضاوي.

وبمجرد توصله بهذه الإفادة، بادرت إدارة الرجاء إلى مواجهة “المؤطر” المعني بالأمر بهذه الوقائع، التي أفضت إلى “فكّ ارتباطه بالنادي بصفة آنية ونهائية”.

وأكد الرجاء، آنذاك، أنه “وضع شكاية لدى السلطات القضائية المختصة بشأن هذه الوقائع لاتخاذ التدابير والإجراءات القانونية”، في الوقت الذي قرر “المواكبة النفسية والتحسيسية للشاب الذي صدرت عنه الإفادة والتواصل الدائم مع أفراد عائلته”.

النادي المكناسي.. السير إلى المجهول!

بات فريق النادي المكناسي، الذي كان يُضرب به المثل في تسعينيات القرن الماضي، يعيش أزمة كبيرة، بسبب عجز اللجنة المؤقتة التي أُحدثت عن إيجاد حلول للفريق، خاصة على مستوى المستحقات المادية للاعبين.

ودخل لاعبو فريق العاصمة الإسماعيلية، مؤخرا، في إضراب مفتوح بسبب عدم توصلهم بمستحقاتهم منذ شهور. وزادت استقالة المدرب في تأزيم الوضع الذي يعيشه الفريق، إلى جانب “اختفاء” أعضاء اللجنة المؤقت، الذين وعدوا اللاعبين بـ”حلّ” المشاكل.

باتريس بوميل.. المدرب العاطل

بعدما فشل الفرنسي باتريس بوميل في تأهيل منتخب “أسود الأطلس” لأقل من 23 سنة إلى نهائيات بطولة فريقيا المؤهلة إلى أولمبياد طوكيو، وجد مساعد هيرفي رونار، المدرب السابق لـ”الأسود”، نفسه في عطالة لكنْ براتب “ضخم”. ويتسلم بوميل راتبه الشهري البالغة قيمته 60 ألف دولار، دون أن يقوم بأي مهمة، رغم أن إقصاء المنتخب الأولمبي مرت عليه ثلاثة شهور. ويرتبط بوميل بعقد مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم حتى 2021. ووقفت الجامعة، حتى الآن، عاجزة عن تسريح المدرب، الذي طالب بمبلغ “خياليّ” لترك منصبه وفكّ الارتباط مع الجامعة.

الحكم التيازي والتوقيف مدى الحياة

في واحدة من القرارات التي وصفت بـ”الغامضة”، قررت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، قبل أيام، توقيف الحكم الدولي هشام التيازي، “لارتكابه أخطاء فادحة” في المباراة التي أدارها بين أولمبيك خريبكة ويوسفية برشيد، ضمن منافسات البطولة الوطنية الاحترافية.

وبرّرت الجامعة قرراها قائلة إنه “بعد أداء الحكم هشام التيازي والأخطاء الجسيمة التي وقع فيها، وأثرت بالنتيجة على مباراة أولمبيك خريبكة ويوسفية برشيد، ضمن منافسات دوري الدرجة الأولى، فقد تقرر وضع حد نهائي لخدماته”.

وجاء القرار بعد أربعة شهور فقط على تقاعد التيازي من الميادين الكروية، وهو القرار الذي وصفه مراقبون بـ”الغامض” و”غير المفهوم”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *