Le12.ma – سبور

تميزت سنة 2019 بعودة جهة الشرق لاحتضان التظاهرات الكروية الكبرى ذات البعد الوطني بعد غياب الجهة لمدة عقود عن احتضان تظاهرات من هذا القبيل.

وخاض المنتخب المغربي الأول لكرة القدم مباراة ودية ضد نظيره الليبي في أكتوبر الماضي بالملعب الشرفي بوجدة في سابقة بمدينة وجدة منذ ما يقرب من 40 سنة. وبعد مرور بضعة أيام على هذا الحدث، احتضن الملعب البلدي ببركان المباراة التي جمعت بين المنتخبين المغربي والجزائري برسم إياب الدور الفاصل والحاسم من التصفيات المؤهلة لبطولة إفريقيا للاعبين المحليين (الشان 2020)، المقررة بالكاميرون.

ولتتويج هذه الدينامية الرياضية المتميزة كانت عاصمة جهة الشرق مجددا في الواجهة باحتضانها في 18 نونبر الماضي باحتضانها المباراة النهائية لنيل كأس العرش في كرة القدم لموسم 2018-2019، التي تنظم لأول مرة بجهة الشرق.

ومرت هذه التظاهرات الرياضية برأي العديد من الملاحظين في أحسن الظروف وتميزت بالتوافد الكبير للجماهير، ما جعل هذه المباريات الرياضية تلعب بشبابيك مغلقة.

وكان الناخب الوطني وحيد هاليلهودزيتش قد أشاد بالأجواء الرائعة التي جرت فيها المباراة الودية التي جمعت المنتخب المغربي بنظيره الليبي ضمن استعدادات المنتخب الوطني للتصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا 2021 التي ستحتضنها الكاميرون، التي انتهت بنتيجة التعادل هدف لمثله.

وقال الناخب الوطني، من جهة أخرى، “نحن محبطون من هذه النتيجة، كنا نرغب فعلا في تحقيق نتيجة الفوز لإسعاد الجماهير الغفيرة التي توافدت على الملعب الشرفي بوجدة وقدمت لنا الكثير من الدعم”، مشيدا بحسن تنظيم هذا اللقاء وظروف إقامة المنتخب الوطني بجهة الشرق.

نفس الموقف عبر عنه مدرب المنتخب المغربي للاعبين المحليين، الحسين عموتة، الذي كان شاهدا على انتصار أشباله على نظرائهم الجزائريين بثلاثة أهداف للاشيء، وتأهلهم لنهائيات بطولة إفريقيا للاعبين المحليين التي ستحتضنها الكاميرون سنة 2020.

وأشاد عموتة بالخيار “الاستراتيجي وجد إيجابي” المتمثل في إقامة مباريات المنتخبات الوطنية في مدينتي بركان ووجدة، معربا عن امتنانه للدعم الذي حظي به المنتخب المغربي للاعبين المحليين من الجماهير التي توافدت بكثافة على الملعب البلدي ببركان لمساندة العناصر الوطنية.

كما كانت مدينة وجدة على موعد مع حدث رياضي كبير تمثل في المباراة النهائية لنيل كأس العرش في كرة القدم لموسم 2018-2019، الذي كان لقاء مميزا لعدة اعتبارات.

فمن جهة، يعتبر هذا اللقاء المباراة النهائية الأولى لنيل كأس العرش في كرة القدم التي تقام بجهة الشرق، ومن جهة أخرى لم يسبق لطرفي نهائي البطولة الاتحاد البيضاوي وحسنية أكادير التتويج بهذا اللقب من قبل.

وفاز بهذه المباراة النهائية التي ترأسها صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد فريق الاتحاد البيضاوي بعد تغلبه على حسنية أكادير بنتيجة هدفين مقابل هدف وحيد، ليظفر باللقب الثمين.

ومكنت هذه التظاهرات الرياضية من خلق دينامية اقتصادية وسياحية عادت بالنفع على الاقتصاد المحلي، حيث امتلأت مؤسسات الإيواء السياحي بوجدة بآلاف المشجعين الذين قدموا من مختلف مناطق المملكة لمتابعة هذه المباريات، كما سجل طلب كبير على العمارات المفروشة.

ويؤكد هذا التوافد الكبير على أهمية التنشيط الرياضي والثقافي في الحياة الاقتصادية المحلية، ويدعو للتفكير في الآليات الكفيلة بالحفاظ على هذه المكتسبات وتنظيم المزيد من هذه التظاهرات على امتداد فترات السنة، من خلال تعزيز التنسيق بين مختلف المتدخلين.

والأكيد أن نجاح هذه اللقاءات الرياضية التي نظمت بوجدة يرتبط ارتباطا وثيقا بأشغال إعادة التهيئة التي شهدها الملعب الشرفي الذي اكتسى حلة جديدة وفتح أبوابه في شهر شتنبر الماضي.

وتم إنجاز مشروع تهيئة وتجديد الملعب الشرفي لعاصمة جهة الشرق، الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 19 ألف متفرج، في إطار شراكة بين وزارة الشباب والرياضة والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وولاية جهة الشرق.

وانطلقت أشغال تهيئة الملعب، التي كلفت نحو 20 مليون درهم، بإنجاز أشغال الإنارة وتكسية أرضية الملعب بالعشب الطبيعي.

وهمت باقي أشغال تهيئة مختلف مكونات هذه المنشأة الرياضية، على الخصوص، تهيئة مستودع الملابس والقاعة المخصصة للندوات وقاعة كمال الأجسام، إضافة إلى تثبيت مقاعد ذات جودة وتهيئة وتجهيز منطقة خاصة بالصحفيين.

وأوضح المدير الجهوي للشباب والرياضة بجهة الشرق، نور الدين رافعي، أن “مختلف المتدخلين كانوا في الموعد لإنهاء الأشغال في وقتها المحدد، كما تم احترام دفتر التحملات بنسبة 100 في المائة”.

من جهته، أشاد رئيس فريق مولودية وجدة، الذي يخوض المباريات التي يستقبل فيها باقي فرق البطولة الاحترافية على أرضية الملعب الشرفي، محمد هوار، بالجهود التي بذلها مختلف المتدخلين في هذا المشروع لتمكين مدينة وجدة من التوفر على ملعب تم تجديده بالكامل ويستجيب للمعايير الدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *