حسين عصيد

 

أصابت الحيرة علماء اسكتلنديون، يٌعنون برعاية الطيور البريطانية المهاجرة، حين اكتشفوا أن نوعاً نادرا من طيور البوم، وهي “البومة قصيرة الأذنين”، تقوم برحلات مكوكية بين جزيرة “أران” الاسكتلندية ومدينة الوليدية المغربية من أجل التكاثر، مرورا بعدد من المناطق النائية بجبال البرانس بين فرنسا واسبانيا، ثم منها إلى جبل طارق في طريقها بين الموقعين.

وحسب ما أورده موقع “ذي سكوتيش فارمر” البريطاني، أمس السبت، فإن العلماء الاسكتلنديين قد عمدوا منذ سنتين إلى تجهيز 20 طيرا نادرا بمجسات للتتبع عبر الأقمار الاصطناعية، ليكتشفوا أن أغلبها لا يتجاوز حدود الجزر البريطانية، فيما كانت “البومة قصيرة الأذنين” تجتاز مئات الكيلومترات لبلوغ الأراضي المغربية، والبقاء بمنطقة الوليدية من أجل التكاثر، حيث كانت تصطحب صغارها لقطع نفس المسافة إلى اسكتلندا، حيث تمكنت من عبور فرنسا في 6 ساعات فقط، أي مساحة تناهز 495 كيلومتراً.

يُشار إلى أن المغرب يُعد بيئة وسطا لتجمع أعداد ضخمة من الطيور المهاجرة، سواء تلك التي تأتي شتاء من أوروبا للبحث عن الدفء في افريقيا، أو تلك التي تغادر القارة السمراء في شهور الجفاف بحثا عن بيئات ملائمة في غابات أوروبا صيفاً، وأهم تلك المناطق المغربية هي “ضاية عوا”  بإقليم إفران، أو “محمية سيدي بوغابة” بإقليم القنيطرة، أو بحيرة “مارتشيكا” بإقليم الناظور، والتي تزورها طيور من مختلف الأنواع منها القطا والوز الرّبيعي والسّمان والخواضير والدّخل والقميري والصّفار والصّقور والنّحام (البط) والكداري والوز الشّتوي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *