حسين عصيد
دافع رشيد لحلو، السفير السابق، والرئيس الحالي للجمعية المغربية لحماية اللغة العربية، عن شتى المشاريع الداعية إلى النهوض بلغة الضاد في الوطن العربي، في زمن ارتفعت فيه أصوات تسعى للنيل منها، بترويجها لطُروحات مثل “عجزها عن التطور واللحاق بالعصر”.
وأكد لحلو في تصريح لجريدة “Le12” الإلكترونية، أنه تحمّل مسؤولية الدفاع عن اللغة العربية، التي تحتفل يومه الأربعاء 18 دجنبر بيومها العالمي، منذ انتدابه كدبلوماسي مغربي بالأمم المتحدة، حيث حظي حينها بشرف فرضه لمشروع قرار يجعل العربية لغة رسمية في الأمم المتحدة، لتنضاف إلى اللغات الستّ التي كانت رسمية قبلها، مشيراً في الوقت ذاته، إلى أن عالمية اللغة العربية، تجعلها عصيّة على النيل منها من طرف من يتهمونها بكونها لغة المساجد والصلوات الخمس فقط، محاولين تجريدها من إرثها الغني والطويل الذي يمتد لآلاف السنين.
واعتبر الدبلوماسي المغربي، أن اللغات تستمد قيمتها من قيمة شعوبها، والعكس صحيح، معللا قوله بحفاظ دول عظمى كالصين وكوريا الجنوبية على لغاتها الأصلية، رغم عدم تجاوز لغاتها رقعة بلدانها، متسائلاً عن بذل البعض لجهود عظيمة لطمس اللغة العربية، وهم يعترفون في نفس الوقت بأنها لغة شعرٍ وأدب.
وقال المتحدث ذاته، أن دفاع جمعيته عن اللغة العربية، ليس تعصباً في حد ذاته لهذه اللغة في مواجهة لغات أخرى كالأمازيغية مثلاً، التي اعتبرها ثقافة مغربية مائة في المائة، نافياً أي اتهامات تطال الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية، بأنها أسست في زمن يواكب دسترة الأمازيغية للوقوف حجر عثرة في طريقها، أو أن تكون هناك نية لدى المدافعين عن العربية في إشعال فتيل نزاع بينها وبين الأمازيغية، كون هذه الأخيرة لغة أعظم العلماء الذين شهدهم المغرب، وهي ثقافة متأصلة في المجتمع.
كما استنكر لحلو شيوع أفكار جديدة في المجتمع، تدعو لإدراج اللهجة العامية في التعليم الأساسي، معللا قوله بكون اللغات عامة تنقسم إلى 3 مستويات: مستوى اللغة الرائجة في البيت، والمستوى الوسيط، أي المرتبط بالإدارة والحياة العامة بين أفراد المجتمع، ثم المستوى الفصيح، وهو الذي يهمّ اللغة الرسمية المتداولة في المدرسة والصحافة والتلفزيون، وأن دولا عظمى تتوفر على لغات عامية في الشارع، ومع ذلك تلتزم بلغة فصحى رسمية في المؤسسات كألمانيا، حيث يختلف اللسان الدارج في عدد كبير من مناطقها عن اللغة الرسمية، مستنكراً طموح البعض إلى فرض لغة من المستوى الأول، أي لغة البيت، لتُصبح اللغة الرسمية للبلاد، يُنتَج بها الأدب والشعر وغيرهما من فنون الإبداع اللغوي.