حسين عصيد

 

بدأت جحافل القاصرين المغاربة المشردين في شوارع كبريات المدن الفرنسية تضيق ذرعاً بالحياة هناك، خاصة بعد تردي مستويات المعونات التي تُقدمها لهم بعض الجمعيات الخيرية والكنائس بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد سنة 2007، وبسبب استهدافهم من طرف مافيات تستغلهم في أنشطتها غير المشروعة كتوزيع المخدرات وممارسة الدعارة، ليبدأ بعضهم في شق طريقهم إلى الدول الاسكندنافية التي استقبلت العشرات منهم إلى حدود الساعة.

وحسب ما أورده موقع “إميغرازيوني” الإيطالي الذي يُعنى بأخبار الهجرة والمهاجرين في أوروبا، أول أمس السبت، فإن دراسة سابقة لمؤسسة “تراجيكتوار” الباريسية، قامت فيها بتتبع التفاصيل الخاصة بالحياة اليومية لعدد من هؤلاء القاصرين، خاصة المتسكعين منهم بالدائرة الثامنة عشرة لعاصمة الأنوار، قد أثبتت أن عدداً منهم قد اختفوا بالفعل منذ عدة أشهر، حيث أكد زملاؤهم أنهم خرجوا خلسة من البلاد في طريقهم إلى البلدان الاسكندنافية، سالكين نفس الطريقة التي أتوا بها من المغرب قبل ذلك، أي اختباؤهم تحت شاحنات البضائع أو حافلات نقل المسافرين.

كما أكد الموقع أن الدول الاسكندنافية باتت الوجهة الجديدة للقاصرين المغاربة، بعد فقدانهم الأمل – حسب ما صرح به بعضهم –  في إيجاد فرص لهم في مراكز اللجوء بألمانيا، والتي باتت تستغني عنهم قبل بلوغهم السن القانونية بسبب اكتظاظها باللاجئين القُصّر القادمين من دول سوريا وأفغانستان، حيث تتولاهم الحكومة الألمانية بالرعاية لكونهم قدموا من مناطق حروب وصراعات طائفية.

يُشار إلى أن السلطات الفرنسية بباريس اضطرت سنة 2017 إلى اعتماد خطة للطوارئ رصدت لها غلافا ماليا ناهز 685 ألف أورو لمواجهة تدفق القاصرين المغاربة إلى شوارعها، بعد أن ألزمت نفسها لدوافع إنسانية بتوفير الرعاية الصحية والنفسية لهم، أغلبهم تتراوح أعمارهم ما بين 9 و14 سنة، قدم أغلبهم متسللا عبر مليلية متخفين داخل المركبات التي تلج أوروبا قادمة من المغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *