محمد سليكي

إذا كان لسان إبن كيران السليط، لم يعد يُعتد به وإن لازال يلقى تصفيقات الغوغاء والمريدين والإتباع.. فإن ما صدر عنه أمس الأحد في بوزنيقة، لا يُسمح بتجاوزه، أو الاكتفاء بترديد عبارات الاستهجان والاستنكار بحقه، أو حتى ترديد عبارة”ما تدويشي عليه”، بقدر ما يتطلب وقفة رجل واحد، عند خطابه الخطير..

مناسبة هذا الكلام، هو تطاول رئيس الحكومة المعفى، والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية، على تشكيلة اللجنة الخاصة لإعداد المشروع التنموي الجديد، ومهاجمته دون خجل لعدد من أعضائها، بقاموس ينهل من كلام أشباه المتطرفين والتكفيريين.

لقد شكك إبن كيران، الذي بات يعيش عزلة سياسة قاتلة منذ فشله في مهمة تشكيل الحكومة الحالية وإبعاده من مواصلة قيادة حزب”المصباح”، في تدين عدد من أعضاء هذه اللجنة، التي لم يمر على إستقبالها وتنصيبها من طرف الملك محمد السادس سوى 48 ساعة.

ففي معرض تطاوله على تشكيلة لجنة إعداد مشروع النموذج التنموي، على هامش كلمة له خلال المؤتمر السابع لـ”نقابة الاتحاد الوطني للشغل”، بمدينة بوزنيقة ، سيسقط إبن كيران، “سقطة الشاطر”، حين هاجم أعضاء لجنة مكونة من المغاربة، قال بحقها وبحقهم:”إنها لجنة تضم تيارا واحدا، وأشخاصا يشككون في الدين، ولا تحترم التوازن المطلوب”.

تهور إبن كيران، لم يقف عند هذا الحد، بقدر ما واصل ذلك، عبر دعوة تحريضية منه لا تخدم مصالح المغرب الداخلية الخارجية كبلد يتمتع بإستقرار حكومي، حين أجاز لحزبه الخروج من الحكومة الحالية، بقوله:“ولو اقتضى الأمر العودة إلى المعارضة”.

 هو كلام خطير، لم يهين المغاربة فقط، بل تطاول على لجنة متطوعة لصناعة مشروع تنموي لمغرب المستقبل، ولم يوقر حتى إستقبلها وتنصيبها من طرف ملك البلاد، وتحريضي ضد الاستقرار الحكومي بما يقلق الشركاء الدوليين وكبار المسثمرين..، وتشككي في تدين كفاءات من المغاربة، بقاموس شبه متطرف..وهذا هو المثير للفزع والخوف.

 ومع ذلك لم نسمع بمن يطالب من المؤسسات، كل مؤسسات، بتجريد، أبو جهالة من الامتيازات المخزنية التي ينعم فيها، ولا من سيارة القصور الفاخرة التي يتجول بها، ولا من 7 ملايين تقاعد معفى من الضريبة التي يتمتع بها، ولا من فرق حماية شخصية لا يتحرك بدونها..

ولعل ما خفي كان أمرُ وأعظم.. بحجم سرُ تفرد إبن كيران، بهذا الرضى المخزني، الذي يجعله يأكل “الغلة ويسب الملة”..كأني به يقول في قرارة نفسه:” ياك، الحبة والبارود من دار القايد”.

إنه مع مثل هاته العاهات التي إبتلي بها الوطن، لا تنتظروا أي رد عليه أو تقريع أو بحقه، سواء من الفُوق أو التحت أو ما تظنون، ولا حتى من لجنة إعداد مشروع النموذج التنموي برئاسة السفير شكيب بنموسى، فمتى كان العقلاء يردون على أشباه المعتوهين؟..

الأكيد هو أنه سينال المزيد من التصفيقات القادمة من هناك، حيث يوجد من طالبوا برأس عزيز أخنوش، الذي لم يكفر أحد من المغاربة أو يشكك في تدينهم أو في علاقتهم بدين الله،  أو تطاول على عضو من أعضاء لجنة إستقبلها “سيدنا”، بقدر ما دعا فقط المغاربة، إلى تربية من يُسوؤون إلى مقدسات البلاد، على المواطنة، تربيتهم على المواطنة، وهي الثوابت، التي تتشكل من الدين الإسلامي، والوحدة الترابية، والنظام الملكي، والإختيار الديمقراطي…

لذلك في بلاد العجائب، لا تستغرب، أن تجد من يُشكك بقاموس أشباه المتطرفين والتكفيريين، في دين مغاربة، ولا يُوقر لجنة إستقبلها ونصبها ملك البلاد، يصفقون له.. وأن من يطالب المغاربة بإعادة التربية على المواطنة، لمن يسيؤون إلى مقدسات الوطن، ينصبون له المشانق…  

 إيوا دابا شفتوا مع من عايشن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليقات