جواد مكرم

 

تمكنت فرق الإنقاذ التابع للوقاية المدينة والدرك الملكي، قبل قليل من إنقاذ المتسلقين خالد وإسماعيل، اللذين نشرا عصر اليوم، تدوينات استغاثة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بعدما حاصرتهما الثلوج في قمم جبل تدغين، ضاحية الحسيمة.

وكشف مصدر مطلع، لصحيفة “le12.ma” نجاح عملية الإنقاذ التي استعملت فيها مروحية تابعة للدرك الملكي والكلاب المدربة، قبل الوصول إلى حيث يوجد خالد وإسماعيل، وهما مشجعان لفريق الجيش الملكي، وجرى نقلهما إلى المستشفى المحلي في الحسيمة.

وقال مصدرنا إن أحد المتسلّقين، ويعتقد أن يكون إسماعيل، أصيب بكسر في الساق وبجروح غائرة، جعلته ينزف كثيرا، فيما كان صديقه يعاني من حالة إجهاد.

الفسابكة ونداء استغاثة

تداول رواد مواقع التواصل على نطاق واسع نداء الاستغاثة الذي أطلقه المتسلقان، إذ كتب خالد في تدوينة قبل ساعة جاء فيها “أكثر من تلات ساعات وحنا ما زال فبلاصتنا تنقاومو.. اتصالات من هنا وهناك.. وحنا عالقين فالحافة، رْجلينا ما قادرينش نحركوها ومْكاليين غير بالشجر.. يمكن الخطأ ديالنا، حيت الهواية اللي تنمارسو هي صعود الجبال”…

وأضاف: “شكرا حيت واقفين معانا وسمحوليا حيت خلعتكم.. بزاف د الحب.. درت اللي خاصني ندير.. إدا متنا هادشي اللي عطا الله”..

ولم يمض على هذه التدوينة سوى ساعة ونصف الساعة حتى تحركت فرق الإنقاذ صوبهما.

وكان خال وإسماعيل، وهما شابان ينحدران من مدينة سلا، في رحلة رياضية لتسلق جبل “تِدغين”، في ضواحي الريف.

ويعد جبل “تِدغين” أعلى جبل في سلسلة جبال الريف، إذ يبلغ ارتفاعه 2465 متر عن سطح البحر، تتخلله منطقة طبيعية وسياحية خلابة. ويعرف سكان المنطقة بالكرم والجود وحسن الضيافة، وزراعة القنب الهندي، إذ تسكن المنطقة قبيلة بني سدات وكتامة.

ويتبع جبل “تدغين” إداريا لجماعة عبد الغاية والسواحل في إقليم الحسيمة.

في منزل الزفزافي

كان خالد وإسماعيل قد توجها، أمس الأربعاء، لزيارة بيت عائلة الزفزافي في الحسيمة، إذ جاء في تدوينة لخالد بالمناسبة “في بيت الصنديد ناصر، الله يطلق سراحو … استاغلينا المجيء ديالنا لمدينة الحسيمة، واللي ضايفنا فيها صديق الدرب الورطاسي… زيارة تاريخية بالنسبة ليا”، يقول خالد وإسماعيل: “قمنا فيها بصلة الرحم مع أمنا زوليخة، التي تعدّ من أيقونات الحراك في الريف”.. وإسترسلا قائلَين: “حدنا وصلنا للحي الذي يوجد فيه منزل الزفزافي، لقينا كاميرات مثبتة فعدة أماكن.. هادشي ما خلعناش وماخلاناش نتراجعو ونلويو عنقنا.. حيت غرضنا كان هو نطّالو على الزاوية المباركة ونبوسو يد مّيمتنا زوليخة، ماشي شي حاجة أخرى”.

وجاء في تدوينتها أيضا “الدار عرفناها من الطيارة، حيت فوق منها كاينين رايات كوحل حدادا على اعتقال خونا.. دقينا وهي تحل لينا. فرحات بينا وخا ما تتعرفناش شكون حنا ولا منين جايين، تتسمع غير مرحبا بوليداتي، نهار كبير هذا”.

وأضاف خالد وإسماعيل: “دخّلاتنا للمنزل المتواضع ديالها.. واحد التبوريشة وواحد الإحساس منقطع النظير تاتحس بيه ونت وسط هاد البيت، اللي تقالو فيه شلا خطابات وأفكار من فم الأسد ناصر”. وتابعا “مكثنا هناك دقائق معدودات وحنا مبهوضين بحفاوة الاستقبال والقلب الطيب ديال هاد المرأة المناضلة.. طلبنا منها باش نتصورو وقالت لينا بالفرحات عليّ.. هضرتها تتخليك تخجل من نفسك وتتحسّر حيت ولدها مشدود “ظلما وعدوانا”.

“ودعناها وودعنا مدينة النضال والصمود وها حنا مكمّلين طريقنا لوجهة مجهولة، تانشوفو فين يْطيح علينا الظلام وفين غانباتو”..

هي تدوينة للمتسلقين خالد وإسماعيل سردت حكاية زيارتهما لمنزل عائلة الزفزافي، ساعات قبل أن تقودهما المغامرة نحو الإطلالة على “الموت” من فوق قمة جبل تدغين، لولا تجاوب “الفسابكة” المغاربة مع تدوينات استغاثتهما وتدخل السلطات المختصة في الوقت المناسب..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *