محمد سليكي

 

“الحاجَة اللّي ما تْشبه مولاها حرامْ”، كما يقول المثل المغربي. ينطبق هذا على ما يحاول بعض “البّاجْدة” ترويجه بغباء بين المغاربة، الذين صار هؤلاء -للمفارَقة العجيبة- يتحدّثون باسمهم لتمرير رسائل لا تعني سواهم، في الحقيقة.

بالأمس، زعم “الجعواق”، الذي صار له صوت (بونو) المبحوح، ومن خلفه ذباب إلكتروني  أن برنامج “100 يوم 100 مدينة”، الذي انخرط فيه حزب التجمع الوطني للأحرار، ما هو إلا “مأدبة” يجيَّش إليها “الجياع” لإشباع بطونهم بما لذ وطاب… في إهانة صارخة ومباشرة لكرامة المغاربة، لم يعقبها أي رد أو استنكار من سكان العالمين الافتراضي أو الواقعي، كما لم ينظم “شاعر المخزن” قصيدة هجاء في حق مسؤول سياسي من “فصيلة بونو”.

لندع مفتقد القوافي، عاشق الدواويين، إيّيه، الدواويين آسي، حتى نعود إليه في هذه الورقة، ونواصل الحكي، مع “الباجدة” قائلين لهم، نتبّعو غير “منطقكم”: إلى كانو الناس ديال الأحرار تيجْمعو گاع هاد العدد ديال المواطنين بالمحنّشة وطواجن البگري والغنْمي، هيَ هادوك الألف (1000) ديال الناس اللي جمعهومْ الحزب ف الطاليانْ (ميلانو) جابتهومْ الپّيتزا والسپاگيتي!؟.. إيوا باز.

لقد تأكد، من جديد، أن الحياء قد سقط عن وجه الكثير منكم، وشي بْعضين فيكم شمّتو گاع وريحتهوم عْطات.. حين سارعوا إلى الركوب على تصريحات عزيز أخنوش، زعيم الأحرار، الذي أعلن موقفه بشجاعة ودافع عنه بخصوص من يسيئون إلى رموز البلاد، بالسب أو الإهانة أو… الإحراق! إيّيه، إحراق العلم الوطني، نسيتو؟!..

إذا كنتم أنتم تنسون أو تتناسون، والحقيقة أنكم تتعمّدون الوقوف عند “ويلٌ للمصلّين” لغايات مفضوحة ما عادت تنطلي على أحد، نذكّركم كيف هبّ المغاربة جميعا بعد واقعة إحراق العلم الوطني لاستنكار هذه الجريمة في حق الشعور الوطني الجماعي، وكيف ندّدوا وشجبوا وانخرطوا في وقفات احتجاجية ومسيرات؟..

هم هكذا المغاربة، منذ قديم الزمان وهكذا سيبقون.. مهما حاولتم استمالتهم بمزاعم الدفاع عن كرامتهم “المفترى عليها”.

والحال أن من ضرب كرامة المغربي في الصميم.

هو من رهن مستقبلنا للبنك الدولي.

هو من صوت اليوم ضد إعفاء معاشات المتقاعدين من الضريبة على الدخل.

هو من صوّت على المادة الـ9من مشروع قانون المالية لمنع تنفيذ أحكام القضاء ضد الدولة والجماعات التي تسيرونها.

هو من تاجر في دين الله من أجل دنيا فانية.

هو من يتمتع بمعاش 7 ملايين بدون ضريبة.

هو من دفع بك أنت، أيها المغربي، على غرار فئات واسعة من شباب هذا الشعب المهضوم، إلى “الحريك” هروبا من سياسة حكومة عفا الله عما سلف التفقيرية.. وزيد، وزيد،  وليس من دعا المغاربة، كأسرة ومجتمع، إلى لعب دورهم في “الترابي” على الوطنية، أكان أخنوش أو غيره..

لذلك لم يكن غريبا أن عزيز أخنوش، الذي صرتم وذبابكم الإلكتروني، لا تفوّتون فرصة لمهاجمته، ولو من منطلق يحكمه التلفيق والبهتان..  ما إن قال”مَن سبّ الوطن ومسّ بثوابته ناقْصاه التربية.. خاصّنا نعاودو ليه التّربية ديالو..”.. حتى سارعتم إلى نصب المشانق للرجل، من أجل تهم وهمية.. سرعان ما كذّبتها جموع من حضرت كلمته في ميلانو.

عاجل. 50 جمعية وشخصية مغربية في إيطاليا يعلنون هذا الموقف حول أخنوش

وإذا كان المثل المغربي يقول “اللي شاف ماشي بحال اللي سمع”، لا بأس أن نحيطكم علما بفقرة من بيان طويل عريض وقعته 50 جمعية وشخصية مغربية في إيطاليا تستنكر فيه التحوير غير الأخلاقي لجزء من كلمة أخنوش،  وهي فقرة جاء فيها: “مداخلة عزيز أخنوش في هذا اللقاء لم تتضمن أو توح بأي إساءة إلى المغاربة، بدليل أن الحضور الذي تجاوز 1000 مغربية ومغربي صفقوا لها بحرارة، لأنهم استوعبوا سياقها وأسباب نزولها وأهدافها، والتي لم تخرج عن تعبئة المغاربة بما تربّوا عليه من وطنية للتصدي لكل من سولت له نفسه التطاول على مقدسات الوطن”.

إيوا، سمحوا لي، واش حنا غادي نكونو أكثر غيرة على كرامة المغربي وأكثر فهما من هؤلاء المغاربة المغتربين، وهما اللي حضرو لقاء وكلمة أخنوش، راهم قالوا في بيان رسمي بالفم المليان: “صفّقنا عليه بعد إلقاء الكلمة ديالو”…(شوف الفيديو حتى آخره).

دعونا من رعونة “البّاجدة” في تدبير الاختلاف السياسي أو قل الخوف الانتخابي، فمن أراد أن “يهاجم” أخنوش، ومن ورائه حزبه، خصوصا بعد تجربته الرائدة “مائة يوم 100 مدينة”، التي تم خلالها الاستماع إلى مشاكل آلاف وآلاف من المغاربة، في سابقة حزبية في المغرب، عليه أن يهاجمه بالتفكير في تنزيل برامج مثل برنامجه هذا، وليس بالركوب على مزايدات تتأسّس على منطلقات مغلوطة وتأويلات مغرّضة صارت مكشوفة للجميع إلا من لم رحم ربّي.

لنترك هؤلاء في رعونتهم يعمهون، ونتوجه برسالة إلى الذين يصطادون في الماء العكر، أولئك الذين بارت سلعتهم من أشباه الحداثيين وممن تقاضوا بسخاء من أموال الشعب المغربي، تعويضات سنوات اعتقالهم بتهم تدخل في فلك المس بالنظام العام، لنقول لهم “راكم كتهترفو”.

إن ترككم جوهر الموضوع والانخراط في تصفية حسابات غير مفهومة الغاية، بتفسير دعوة أخنوش المغاربة إلى الانخراط في إعادة “ترابي” من يهينون ثوابت البلاد، بإدعاء تحريضه على “العصا والفلقة” وما تُهلوسون، لهو مرض مستعص أفقدكم القدرة على التأويل السليم لكلام واضح، لا نملك معه سوى الدعاء لكم بالشفاء..

إنكم بخلطكم بين “الترابي” و”جلاد دار المقري”، والزعم أن أخنوش يحرّض على “شرع اليد” أو على “عودة سنوات الرصاص” يجعلكم تصورون المغاربة كما لو كانوا شعب “السيبة”، لا شعب حضارة وعهد دولة مؤسسات، والتي بالمناسبة أحال عليها أخنوش، بكلام فصيح لا لبس فيه، سلطة تطبيق القانون في حق من يُمعنون في إهانة مقدسات الوطن، حتى لا تكون لهم حاضنة في العالمين الواقعي والافتراضي، وحتى لا يطلق أحد يد”شرع اليد”.”…(شوف الفيديو أعلاه).

وتطبيق القانون في حق المسيئين إلى ثوابت البلاد، كما ورد في كلمة أخنوش، ليس بغريب عن أعرق التجارب الديمقراطية، طالما أن المس بمقدسات الوطن قد يكون، في بعض الأحيان، مدخلا لخيانة الوطن… والأمثلة على ذلك كثيرة.

كم كنت سأكون سعيدا لو كان مول “ضمير” عنده “ضمير غير مستتر”، على الامتيازات التي راكم من “تجارة نسج قوافي الحداثة على منوال اللعاقة”…

نقف عند هذا الحد يا حداثي، يا مول “ضمير”.. وإن عدتم عدنا.. يكفي أن أخنوش، ومعه الوطنيون الصادقون، يواجهون اليوم بصدور عارية رشّاشات”العبث” الـ… الفارغة!.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *