تفاعلت الكتائب الإلكترونية لحزب العدالة والتنمية بشكل واسع مع تصريحات عزيز أخنوش، مع إخراجها من سياقها عنوة، لتدشن بذلك استفاقتها من سباتها الشتوي ولكنْ في عز الشتاء!..

قد يبدو الأمر غريبا نوعا ما أن تقطع بعض الزواحف سباتها الشتوي للانقضاض على من تعتبرهم فرائس لها، لكنّ ذلك لا ينطبق على “كتائب البيجيدي”، خاصة أنه لا يفصلها عن معركة الانتخابات التي تعود عليها بالمنافع الدسمة إلا القليل من الوقت، ولننتظر أن تزيد هذه الكتائب ومن يتبعها صفحات “الپوز” النضالي المزيد من السعار الإلكتروني.. بل إن ارتباطات هذا الحزب مع الجهات الحاضنة له في المشرق أوصلت تصريحات أخنوش إلى الناطق الرسمي باسم كتائب الإخوان المصري، معتز مطر، بسرعة البراق، ليغلفها بصيحاته البهلوانية المسنتسخة من صيحات زميله في فنادق قطر، المدعو فيصل القاسم، الذي أبهر العرب في بداية التسعينيات بإلباس الباطل قفطان الحق!..

لقد صرنا أمام توجيه ممنهج للرأي العام الافتراضي لخدمة أطراف سياسية تغلغلت في دواليب الدولة منذ الاستقلال إلى اليوم؛ قد تُغيّر جلدها لكنها تبقى وفية لمنهجه،  القائم على إعدام كل من جاء من خارج صندوقها العائلاتي والمصالحي الضيق، وخاصة إن كان هذا القادم متحدرا من منطقة محددة كان يرون في أهلها مجرد جوعى بخلاء، بتعبير كبيرهم بنكيران، فما بالك إن كان هذا القادم قادرا على إزاحتها من المشهد إلى الأبد؟!..

لقد استطاعت هذه الطغمة أن تتلون بكل الألوان وأن تنصب المشانق السياسية لكل من تجرأ على التفكير خارج صندوقها، محكم الإغلاق. ليست الحملة التي نتابع اليوم ضد أخنوش ومن سبقوه إلا مثالا بسيطا عنوانه “نحن أو الطوفان”.. هؤلاء لن يستسلموا بسهولة، فإن كانوا اليوم يلعبون ورقة العدالة والتنمية، فغدا قد يلعبون ما تبقى لهم من أوراق، خاصة وهم يرون حبل التاريخ يلتف حول رقابهم، المنتفخة بخيرات الشعب الذي يدّعون اليوم أنهم يريدون له الخير والصلاح.

قد يستغرب البعض كيف لبعض الأحزاب أن تصمت حين يكون الصمت مرادفا للانحياز، لكن هذا الاستغراب لا مبرر له إن علمنا أن تلك الأحزاب الصامتة أو التي أريد لها أن تصمت خلال هذا المخاض العسير، أغلبها يتقاطع مع “البيجيدي” في خطيئة الميلاد والنشأة؛ وبأدق القول: يتقاطع معه في خروجهم من الخيمة نفسها، فكلهم ينتظرون أن تسقط البقرة ليشحذوا سكاكينهم الطويلة من أجل تقسيم “الوزيعة”، التي يرونها اليوم تبتعد عن موائدهم شيئا فشيئا، ومعها يبتعد المغرب عن حديقة فرنسا الخلفية، التي كانت تضمن لهم تصدّر المشهد الاقتصادي والسياسي.

مجمل القول إننا صرنا اليوم رهائن للوبي متنفذ، يحرك اليمين واليسار، لإعادة إنتاج المشهد نفسه الذي أنتج أسلافهم ممن جعلوا أنفسهم حماة لمصالح أمهم فرنسا، ومثاله الحي اليوم شعار “قاطعوا إفريقيا” لكي… تحيا طوطال!؟..

واللهُ المستعان.

محيي الدين حجاج ناشط أمازيغي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *