إعداد: إلياس الزاهدي

لاحظ كثيرون أن متصفح البحث “غوغل” حصّ، اليوم، المغنية العراقية عفيفة إسكندر باحتفاء رمزيّ في صفحته الأولى، بعرض صورة لها ورابط إلى سيرتها ومحطات مسارها الفني.

“شحرورة العراق” كان اللقبَ الذي اشتهرت به عفيفة إسكندر، التي ولدت يوم 10 دجنبر 1921 (توفيت في 22 اكتوبر 2012).

ورأت “الشّحرورة” النور فى سوريا، من أب عراقي مسيحي وأم يونانية وعاشت في بغداد.

أحيت عفيفة، التي بدأت تغني وهي في عمر الخامسة، أول حفلة في 1935. ومنحها المجمع العربي الموسيقي لقب “مونولوغيست”، لأنها كانت تجيد كافة صنوف الغناء العراقي ومقاماته.

تتحدّر عفيفة من عائلة مثقفة فنيا، فقد كانت والدتها (ماريكا ديمتري) تعزف على أربع آلات موسيقية وكانت مغنية فى ملهى “هلال” (ماجستيك) الذي أنشئ في منطقة “الميدان” في بغداد بعد احتلال إنجلترا للعراق.

وكان أن سافرت عفيفة إسكندر إلى القاهرة في 1938 وأحيت فيها العديد من السهرات. كما اشتغلت مدة طويلة مع فرقة “بديعة مصابني” فى مصر، التي كانت أشهر راقصة وممثلة مصرية فى الأربعينيات.

اشتغلت “الشحرورة” أيضا مع فرقة “تحية كاريوكا”. كما اقتحمت عالم السينما وشاركت فى فيلم “يوم سعيد” مع محمد عبد الوهاب وفاتن حمامة وغنت فيه، لكن لسوء الحظ لم تظهر الأغنية خلال عرض الفيلم إذ حذفها المخرج بالنظر إلى طول مدة عرض الفيلم. رغم ذلك شاركت في أفلام أخرى في كل من لبنان وسوريا ومصر، منها “القاهرة -بغداد” للمخرج أحمد بدرخان، و”ليلى في العراق” الذي أخرجه أحمد كامل مرسي.

وكان تعرّفها الأديب المازني والشاعر إبراهيم ناجي محطة محورية في مسارها الأدبي.

تعاملت عفيفة مع ملحنين، منهم على الخصوص، أحمد الخليل وخزعل مهدي وياسين الشيخلي. وقدّمت مجموعة من الأغاني الخالدة، أشهرها “جاني الحلو.. لابس حلو صبحية العيد” و”أريد الله يبين حوبتي بيهم” و”يا عاقد الحاجبين” و”يا سكري يا عسلي” و”قلب.. قلب” و”غبت عني فما الخبر” و”يا يمة انطيلي الدربين انظر حبي واشوفه” و”مسافرين” وغيرها الكثير، إذ ناهز رصيدها الغنائي ألفاً و500 أغنية.

ظلّتْ “الشحرورة” المغنيةَ الأولى في العصر الملكي وكان كبار المسؤولين فى الدولة العراقية، من ملوك وقادة ورؤساء ووزراء، يطلبون ودها ويطربون لصوتها ويحضرون حفلاتها. 

وكان الملك فيصل الأول، مثلا، كان من المعجبين بصوتها. كما كان نوري السعيد، رئيس الوزراء السابق، يحضر حفلاتها كل يوم اثنين. ومن جانبه، كان عبد الكريم قاسم يحب غناءها.

في المقابل، كان عبد السلام عارف يحاربها ويضيّق عليها، وفق زعمها، وكانت تقول إنه يتّهمها بـ”دفن الشيوعيين فى حديقة بيتها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *