الرباط- جمال بورفيسي
تنطلق مساء اليوم الاثنين، في حدود الساعة الرابعة عصرا، عملية تجديد رئاسة مجلس المستشارين، وسط أجواء يغلب عليها الارتباك داخل الأغلبية الحكومية، التي تنخرها الانقسامات والخلافات بشأن الموقف الذي يتعين اتخاذه من الترشح لرئاسة الغرفة الثانية.
ففي الوقت الذي أعلنت مكونات الأغلبية، في اجتماعها يوم الخميس الماضي، عن تخليها عن تقديم مرشح باسمها، دعماً لبقاء الرئاسة بيد المعارضة، خرجت قيادة البيجيدي، الذي يقود الحكومة، عن هذا الإجماع لتقرر تقديم مرشح الحزب لرئاسة مجلس المستشارين، في شخص رئيس فريقه نبيل شيخي، الذي لم يستسغ موقف أغلب مكونات التحالف الحكومي الرافضة لتقديم مرشح مشترك، كما لم يستسغ التحول الذي طرأ على موقف الاستقلال بالتراجع عن تقديم عبد الصمد قيوح مرشحا لرئاسة المستشارين. هذه المستجدات جعلت قياديين وأعضاء في البيجيدي يكثفون ضغوطهم على سعد الدين العثماني لتقديم مرشح مشترك، في أفق سحب البساط من تحت بنشماش.
وتتسم جلسة اليوم بتقديم بنشماس برنامجا متكاملا لتطوير أداء الغرفة الثانية، ومن المقرر أن يجدّد بنشماس تعهّداته المضمَّنة في وثيقة النوايا، خلال تأكيد ترشحه اليوم أمام مستشاري الغرفة الثانية. ويسعى بنشماس إلى الاستمرار في ترسيخ الوظائف الجديدة للمجلس، عبر مواصلة تنظيم منتديات العدالة الاجتماعية، التي تنظم في فبراير من كل سنة، إلى جانب تنظيم الملتقيات الجهوية التي كرّست الغرفة الثانية باعتبارها برلمانا للجهات. كما تعهد بنشماس برفع أداء المجلس على المستويات الرقابية والتشريعية والدبلوماسية.
والمثير أن “منافس” بنشماس لم يعتمد أي برنامج لعمل المؤسسة، وجاء ترشيحه في الدقائق الأخيرة، وبطريقة ارتجالية، وذلك فقط من أجل “تسجيل موقف” ضد بنشماس.
يشار إلى أن قيادة حزب الاستقلال قررت، في آخر لحظة، التخلي عن منافسة بنشماس، بعدما تقلصت حظوظ قيوح في الفوز برئاسة الغرفة الثانية، عقب الدعم الذي قدّمه حزبا الاتحاد الاشتراكي والتجمع الوطني للأحرار للرئيس الحالي للمجلس.