حسين عصيد

في حركة أشبه بـ”المقاطعة”، انفضّت جموع السينمائيين المغاربة قبل عرض الفيلم الفلسطيني “لا بد أن تكون الجنة” لمخرجه إيليا سليمان، الفائز بجائزتين في مهرجان “كان” السينمائي في ماي الماضي.

وقال مصدر من مدينة مراكش إنعشاق السينما كانوا، أمس الأربعاء، على موعد مع فيلم “لا بد أن تكون الجنة”، في حضور حاشد للمشاهير من الفنانين العالميين، لكنْ في غياب تامّ لأي سينمائي مغربي، “كما لو أن الفنانين المغاربة خشوا من فقدانهم ماء وجههم بمشاهدتهم هذا الفيلم الكبير، الذي تمكّن فيه مخرج فلسطيني، بلا وطن وبإمكانات بسيطة للغاية، من تقديم عمل فني على مستوى عال من الحرَفية”.

وتابع مصدرنا أن “امتناع” السينمائيين المغاربة عن مشاهدة الفيلم، الذي يُعرض ضمن فقرات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في نسخته الـ18، لم يكُن مقاطعة، بقدر ما كان حركة لاإرادية جماعية كان باعثها إحساس عميق بالخزي، إذلم يتمكنوا من استجماع شجاعتهم لمشاهدة فيلم عظيم بإمكانات بسيطة، مع أنهم، ورغم تمويلهم المستمر بمبالغ خيالية من صندوق دعم السينما بالمغرب، لا يُبدعون سوى أعمالٍ هزيلة وباعثة على الرثاء”.

واستطرد المصدر ذاته أن الفيلم الفلسطيني تناول قضية الهوية الفلسطينية والصراعات التي يعيشها الفلسطيني بسبب الاحتلال الإسرائيلي حتى في بلاد المهجر، عبر اختزال القضية ككل في رجل فلسطيني غادر مدينة الناصرة في فلسطين المحتلة ليبحث عن وطن بديل يتمثل في أرض استقبال ما بين باريس ونيويورك، إلا أنه فوجئ بعيشه لالظروف ذاتها التي هجّرته من موطنه.. إذ تعرض، طوال مقامه بالمدينتين الكبيرتين، اللتين ترزحان تحت ثقل الجريمة والعنصرية، لمداهمات الشرطة ولحملات التفتيش الروتينية، التي تحاصره بطريقة عبثية وساخرة في الآن ذاته.

ويعدّ إيليا سليمان أشهر السينمائيين الفلسطينيين وأكثرهم حصدا للجوائز، إذ فاز فيلمه الروائي الطويل الثاني “يد إلهية” (2002) بجائزتي لجنة التحكيم واتحاد النقاد الدوليين في الدورة الـ55 لمهرجان كان. وتم اختيار فيلمه الثالث “الزمن المتبقي” (2009) رسميا ليشارك في الدورة الـ62 للمهرجان ذاته (كان).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *