الرباط- جمال بورفيسي

في تطور مفاجىء، لانتخابات رئاسة الغرفة الثانية للبرلمان، أعلنت  قيادة حزب الاستقلال، رسميا، عن تقديم مرشح لرئاسة مجلس المستشارين. وقد تم الإعلان عن ذلك بعد اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب مساء امي (الجمعة ). وجاء هذا القرار ضد التوجه الذي سبق أن تبنته قيادة الحزب قبل أسابيع، من خلال إعلانها تقديم مرشح لمنافسة عبد الحكيم بنشماش على رئاسة الغرفة الثانية.

وجاء التحول “المفاجئ” في موقف حزب الاستقلال بعد الاجتماع المثير الذي عقدته قيادات الأحزاب المشكلة للتحالف الحكومي يوم الخميس الماضي، والذي أفضى إلى نتيجة اعتُبرت بمثابة تزكية للوضع الحالي، من خلال رغبة مكونات الأغلبية، باستثناء العدالة والتنمية، في الإبقاء على بنشماش رئيسا للمجلس للنصف الثاني المتبقي من الولاية التشريعية.

وعصف اجتماع قادة الأغلبية الحكومية بآمال الاستقلال في “الثأر” من بنشماش، بعدما دافع إدريس لشكر بقوة عن  استمرار بنشماش في زعامة المستشارين. كما أن قيادتَي كل من التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية تبنّتا التوجه نفسه، ما دفع قيادة حزب الاستقلال إلى مراجعة موقفها من تجديد رئاسة الغرفة الثانية، مع تناقص حظوظ المرشح الذي  كانت تعتزم الدفع به نحو المنافسة، عبد الصمد قيوح، في  إمكانية الظفر بالزعامة.

وبصم بنشماس على حصيلة مشرّفة خلال النصف الأول من الولاية التشريعية على كافة المستويات، التشريعية والرقابية والدبلوماسية، ما جعل غالبية مكونات مجلس المستشارين تدعم استمرارية القيادة الحالية وتتجنّب الدخول في مغامرة تغييرها في منتصف الولاية، خاصة أن بنشماش عرض خارطة طريق متكاملة تتضمن أولويات المجلس لما تبقى من الولاية التشريعية، وهي أولويات من شأنها أن تكرّس ريادة الغرفة الثانية في تأدية الأدوار المنوطة بها.

وقدم عبد الحكيم بنشماش، أمس الجمعة حصيلة المجلس للملك محمد السادس، بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الجديدة، التي تميزت بإلقاء الملك خطابا قويا، تطرّق فيه لجملة من القضايا والأولويات المطروحة في الساحة الوطنية، على رأسها الإسراع ببلورة تصور النموذج التنموي الجديد، والتجنيد الإجباري، إضافة إلى قضايا تهمّ أساسا الشباب والتشغيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *