محمد ايزا

اعتبر الباحث السوسيولوجي محمد ايزا في تدوينة له “تيفو جمهور الوداد رسالة عرفان للراحل الأب جيكو “..مقدما ومضات فارقة في حياة صانع مدرسة الوداد يجهلها الكثير من عشاق وداد الأمة .

التفاصيل:

“الأب الروحي لكرة القدم البيضاوية الذي أدخل الفرحة الى قلوب ملايين المغاربة .

كثيرون لايعرفونه إلا كاسم لملعب صغير في ضاحية من ضواحي حي الوازيس بالدار البيضاء ,لكن القليل يعرفون أن هذا الإسم تحول لأسطورة مغربية في ميدان الكرة.فمسيرة هذا الرجل تشهد له بالكثير من الإنجازات,

 تعود أصوله إلى بلدة ايسافن القريبة من مدينة تارودانت المغربية. 

ويعتبر من أول المدربين المغاربة الحاصلين على دبلوم تكوين المدربين، وذلك بانجلترا خارج الإطار الفرنكوفوني المؤثر آنذاك في المغرب، إضافة إلى ثقافته الواسعة في الميدان الصحفي والإقتصادي.

قضى مرحلة الطفولة بتونس رفقة عائلته لا سيما والده الذي كان يمتهن التجارة هناك و منه سر لقب “التونسي” الذي صار لصيقا بالعائلة بعد العودة إلى المغرب. و هو اللقب الذي عرف به أكثر أخوه الأصغر الطبيب الشهير البروفيسور عبدالقادر التونسي (أول جراح مغربي بمستشفى ابن سينا) و الذي يلقب “أب الجراحة” بالمغرب على غرار الأب جيكو الذي يعتبر الأب الروحي للكرة المغربية.

  لقب ” الأب جيكو” أطلق عليه من طرف الصحافة الفرنسية، تشبيها بأحد اللاعبين الفرنسيين اسمه “جيكو” نظرا لتشابه طريقة اللعب واللمسات الفنية عند كلا اللاعبين، أول صحافي رياضي مغربي متخصص باللغة الفرنسية وذلك مند سنة 1935 كما يعتبر أول مدرب مغربي تلقى تكوينا بالخارج سنة 1932 وعضو مؤسس للجمعية الأولمبية المغربية,و لكن التاريخ سيشهد له بأنه الأب الروحي لفريقي الوداد و الرجاء.

ولد  سنة 1900 في تونس كان أبوه تاجرا ورافقه إلى العديد من البلدان مما كون لديه معرفة كبيرة,وفي سن 18 كان يتحدت بطلاقة اللغة الفرنسية و الإنجليزية و الإسبانية و البرتغالية بالإضافة إلى لغته الأمازيغية والعربية .

رحل سنة 1919 لباريس بعد حصوله على البكالوريا بتفوق لمتابعة دراسته في المجال الاقتصادي و في مدينة الأنوارسيتعرف على عالم كرة القدم .

بعد مرور3 سنوات سيعود  للمغرب و سيلتحق بفريق الإتحاد الرياضي ….حيث لعب في موقع جناح أيمن في الفريق البيضاوي حتى نهاية العشرينات ثم رحل لإنجلتر حيت لقي تكوينا في مجال التدريب,و بعد عودته سنة 1935 درب بعض فرق احياء الدار البيضاء و  بالموازة مع التدريب كان صحفيا في جريدة “المغربي الصغير” و تابع مهنته كرجل بنكي في المؤسسة الجزائرية التونسية بالبيضاء…في هاته الفترة بدأ الاب جيكو يلقى شهرة حيت كان من الأوائل الدين تحدثوا عن المباريات و طريقة اللعب و الخطط .

كان الأب جيكو معروفا ايضا بقدرته الخارقة في اكتشاف المواهب حيت امضى حياته في التنقل بين ملاعب المدينة و الأزقة بحثا عن طاقات واعدة,نظرة واحدة كانت كافية في إكتشاف لؤلؤة نادرة,حيت كان وراء اكتشاف ثلاثي الوداد  “ادريس” و”عبد السلام” و “الشتوكي” كما كان وراء اكتشاف الجوهرة مصطفى شكري الملقب ب”بيتشو”..

حب الأب جيكو للعب الرفيع في ميدان كرة القدم، كان يؤدي به إلى السفر على نفقته إلى الملاعب الأوربية وحتى أمريكا اللاتينية، وخاصة ملاعب البرازيل قصد حضور مباريات كروية يعرف أنها ستكون فرصة لا تعوض للاستمتاع باللعب الرفيع، فنيا وتقنيا، بل وتحكيما وتنظيما.

من مفاخر الأب جيكو الوطنية كونه “المغربي الوحيد الذي حضر تظاهرة كأس العالم لكرة القدم بدعوة من الجامعة الدولية FIFA” خصوصًا أن الأب جيكو أول من أدخل المغرب إلى العالمية وربط علاقات مع “الفيفا”، ورئيسها السابق ستانلي روس الذي زار المغرب وتم استقباله في مقر الاتحاد آنذاك.

ادرك الأب جيكو قبل أي شخص أهمية العامل النفسي لدى اللاعبين ,لّذلك كان يأخد الوقت في سماع اللاعبين و التحدت إليهم و كان لديه القدرة على إعادة التقة لديهم وكان بمثابة الأب لكل اللاعبين كما كان ممول الفريق حيت كان يتحمل كل مصاريف الفريق من ملابس و كرات و تنقلات..و كان أيضا يصحب اللاعبين لسينيما “فوكس” الشهيرة لمتابعة بعض الأفلام و الترفيه عن النفس.

توفي الأب جيكو سنة 1970 ولكنه مات رجلا نزيها وشريفا، تاركا وراءه ثروة رياضية ثقافية مهمة للدار البيضاء، وذكرى طيبة ونموذجا وطنيا يحتدى به في روح التضحية والنزاهة، ورصيدا كبير على المستوى الأخلاقي والرياضي والثقافي والإنساني ككل، التضحية بالأموال والوقت والمجهود الخاص من أجل البناء للرياضة المغربية، من خلال تأسيس وإعداد وتدريب أكبر نوادي القرن 20 في إفريقيا الرجاء والوداد .

لروحك سلام وطمأنينة أبديتين” .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *