Le12.ma

 

يُعد فيلم “الجاهلية” لمخرجه هشام العسري، أحد أهم الأفلام السينمائية المُنتجة خلال سنة 2019، وأكثرها مشاركة في الملتقيات الدولية للفن السابع، كان آخرها مهرجان “برلين”، كونه ارتقى بالفكرة السينمائية وحسن التنفيذ إلى آفاق أكثر احترافية، لم نألفها في أغلب الأعمال المغربية التي لم تتحرر بعد من تأثير الاجترار والنمطية، ما أهله ليُمثل المغرب بمهرجان القاهرة السينمائي الذي افتتح فعالياته يوم الأربعاء 20 نونبر الجاري.

يجسد فيلم “الجاهلية” عدة مشاكل بالمجتمع المغربي، منها الحرمان والعنصرية والإهانة والاستغلال. لكنه يصور ظاهرة الاغتصاب بشكل محوري. في الفيلم، يستعيد مغتصب ذاكرته ويكتشف أنه تزوج من امرأة كان قد اغتصبها، وكانت تحاول الهروب منه بين الفينة والأخرى.

لم يعالج المخرج في “الجاهلية” الظاهرة من ناحية قانونية أو درامية، بل ركز على معالجة الموضوع على طريقة الكوميديا السوداء، التي لا تبشر بالنهايات السعيدة، والتي توظف العنف والكوميديا للسخرية من المجتمع ومن أوضاعه.

إلى جانب الاغتصاب الجنسي، ركز العسري في فيلمه على “الغصب السياسي” تجاه القرارات العليا، باعتبارها إكراها إجباريا. ولتجسيد ذلك، استحضر العسري في الفيلم خطاب الحسن الثاني الشهير، حين ألغى عيد الأضحى في تسعينات القرن الماضي بسبب الجفاف. هذه الواقعة الحساسة تناولها بجرأة وحماس كبيرين، في حين أظهر المجتمع المغربي دوماً توجسا من مناقشتها، أو حتى الخوض فيها على سبيل المعرفة، ليحمل الفيلم – خلاف ذلك – جرعة كبيرة من النقد ضد ما قام به الملك الراحل، وضد أي قرار يُفرض غصبا، لا لشيء إلا لكونه صادر من أوامر عليا.

لاقى فيلم “الجاهلية” استحسان العديد من مشاهديه، كما لاقى امتعاض البعض الآخر، وذلك لما حفل به من لقطات وصفها البعض بالجريئة أو القاسية، ليضعوه في خانة ما يُسمى في المغرب بـ “السينما غير النظيفة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *