le12.ma

بعد سنوات من “تراجعه عن غيّه”، كشف عبد الوهاب رفيقي (أبو حفص) هوية الشّخص الذي كان سببا مباشرا في توريطه في خوض غمار “محاربة السوفيات” فوق الأراضي الأفغانية.

وكتب أبو حفص، في تدوينة في فيسبوك “كنا شبابا صغارا يملؤنا الحماس وتجرفنا العاطفة، وكانت المصالح السياسية العالمية تتستغلّ هذا الحماس وتوظفه لتحقيق مصالحها. وكانت الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تقويض الاتحاد السوفياتي، ومعه الإيديولوجيا الشيوعية، فوظفت كل ما بإمكانها من بروباغندا لاستغلال شباب المسلمين ورميهم في معارك لا تحقق إلا أهداف ريغان ومصالحه”.

وتابع رفيقي “أتذكر، هنا في المغرب، المهرجانات الضخمة التي كانت تعقد لهذا الغرض، وكان يقوم بتأطيرها قادة الحركة الإسلامية وقتئذ، ومنهم من تولى بعد ذلك مسؤوليات سياسية، ومنهم من لا يزال، ليحدثونا عن الجهاد في أفغانستان وعن بطولات سياف وحكمتيار وبسالة أحمد شاه مسعود، وليردّدوا علينا فتاوى علماء المسلمين قاطبة بوجوب الجهاد ونصرة الشعب الأفغاني”..

وأضاف أبو حفص، الذي قام بـ”مراجعة” قناعاته السابقة، قبل أن يتخلى عنها “خلال هذه التجمعات الكبرى، كان المنظمون دوما يحرصون على توزيع كتيب صغير، سماه مؤلفه الدكتور عبد الله عزام “آيات الرحمان في جهاد الأفغان”، وأجزم أن هذا الكتيب، على صغر حجمه، كان خلْف دفع آلاف الشباب إلى التضحية بأرواحهم بين جبال الهندوكوش”…

واستطرد رفيقي في هذا السياق “يحكي عبد الله عزام في هذا الكتاب قصصا عجيبة وغريبة عن الشهيد الذي فاحت رائحة المسك من جسده حتى بقي عطرها أياما ولياليَ، عن النور الذي يسطع من القبر صاعدا إلى السماء فيراه كل قائم على القبر، عن أجساد الشهداء التي فتح عنها القبر بعد سنتين وثلاث فوجدت كما هي لم تتحلل ولم تنتنّ، عن الأفغاني الذي اصطاد طائرة سوفياتية عملاقة برصاصة من بندقية مهترئة.. عن مولوي أرسلان، الذي دمر ثمانين دبابة بقذيفة مضادة واحدة.. عن باقة الورد التي نزلت من السماء، عن المجاهدين الذين غشيهم النعاس وسط المعركة…
كان الكتاب كافيا لشحذ الهمم وعقد العزم على ترك الدراسة والعمل والأهل والأولاد للالتحاق بهذا الركب الملائكي.. فكيف إذا عزز بشريط فيديو “VHS” يحكي فيه عزام، بنفسه وبحماسة وانبهار هذه القصص، محرّضا شباب المسلمين في كل الأرض على الالتحاق به وتعزيز صفوفه…

وأضاف أبو حفص في اعترافه المثير هذا “أجيال عاشت معنا صدّقت هذه الحكايات تحت مسمى الكرامات… لا أعتقد شخصيا أن عزام اختلقها، لأن الكتاب كله عبارة عن: حدثني… أخبرني… لكنّ المؤكد أنه كان أحد أكثر الوسائل تأثيرا ضمن استغلال أمريكا للعواطف الإسلامية في ذلك الوقت… لم نكن في زمن الإنترنت.. ولا وسائل التواصل.. ولا عصر انتشار المعلومة”…

وختم رفيقي تدوينته بنبرة ساخرة قائلا “في وقت يتوفر فيه كل هذا.. ما زال بيننا من يصدّق أن صحابيا فك أغلال معتقل في سجن سلا، وأن معتقلا، في السجن نفسه، توفي ففاحت منه رائحة المسك حتى بلغت حي السلام المجاور للسجن… وأن أثيوبيا تسمى الحبشة”..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *