حسين عصيد
بعد أسبوعين فقط من إعلان الشرطة الهولندية خبر تسريح الضابطة المغربية فاطمة أبو الوفا، رئيسة شرطة مدينة “لايدن”، تبادل عدد من المسؤولين الكبار في جهاز الشرطة الهولندية الاتهامات بخصوص استشراء ظاهرة الميز بين صفوف رجال الأمن من جهة، وبينهم وبين المهاجرين الأجانب من جهة ثانية.
فقد اعترف إريك آكربوم، قائد فيلق الشرطة الوطنية في هولندا، أن مصالح الشرطة بشتى أقاليم البلاد، قد تلقت خلال السنوات الأخيرة شكايات من مهاجرين قاطنين بالبلاد، يتهمون فيها رجال الشرطة بمعاملتهم بشكل قاسٍ وغير لائق، فضلاً عن اعتراف عدد من رجال الشرطة المتحدرين من أصول أجنبية، بأنهم يُعاملون بنوع من الميز من طرف زملائهم ورؤسائهم في العمل، ما دفع عدداً منهم للإستقالة، حين أصبح الأمر غير مُحتمل بالنسبة لهم.
واستطرد المسؤول الأمني قائلاً، أن الظروف التي أدت إلى طرد الضابطة المغربية فاطمة أبو الوفا من عملها يشوبها نوع من الغموض، مُدعياً أن وقفها عن العمل لا صلة له بالعنصرية أو الميز، إلا أنه اعترف بأن هذه الواقعة قد أحدثت زلزالا في بنية الجسد الأمني ككل بهولندا، ما أذكى عواصف من الاتهامات المتبادلة بين المسؤولين الأمنيين الكبار بالبلاد، واكبها تدخل الصحافة وجمعيات حقوق المهاجرين على الخط، ليبلغ الأمر حافة الإنفجار !
يُشار إلى أن قائدة الشرطة فاطمة أبو الوفا، التي تشتغل في سلك الشرطة لـ 25 عاماً، قد أوقفت عن العمل شهر أكتوبر الماضي، بعد انتقادها لمجموعة من الممارسات العنصرية التي تشهدها وحدة شرطة “دانهاخ”، وكذا إساءة بعض القادة لاستخدام السلطة، حيث نشرت تدوينة على حسابها على “إنستغرام”، اعتبرها رؤساء عملها بمثابة عملية “نشرٍ لأمور خاصة بالجهاز الأمني”.
ومن سخرية الأقدار، أن إريك آكربوم، قائد فيلق الشرطة الوطنية في هولندا، كان قد هنّأ أبو الوفا قبل أسابيع قليلة بإتمامها ربع قرنٍ في سلك الشرطة، ليعود ثانية قبل أيام ليُخبرها بقرار فصلها من العمل، بعدما تسببت – حسب رأيه – “في حدوث توترات بين رؤساء الوحدات الأمنية، ورؤساء القطاعات، وقادة الفرق بسبب صراعها الدائم معهم”.