الرباط –le12.ma

 

لم يفُت إيفانكا ترامب، مبعوثة البيت الأبيض وابنة الرئيس الأمريكي وهي تزور المغرب، أن تتعرف إلى بعض تقاليده العريقة، وكونها اشتغلت لسنوات طوالٍ كعارضة أزياء، فلم يكُن من الغريب أن تُرى وهي ترتدي لباساً بمِسحة مغربية أصيلة، حيث ارتدت في ثاني أيام زيارتها للمملكة “جبادوراً” رمادياً راقياً مطرزاً بزخارف من نفس لونه، تبين لاحقاً أنه من توقيع المصممة المغربية فضيلة الكادي، بعد أن أعلنت ذلك على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر”،حيث كتبت:” فخورة بأن تتجاوز تصاميمي المحيط الأطلسي، شكرا إفانكا..”.

حتى لا يبقى ذوو الحقوق في دار غفلون.. هذا ما سيملّك وما لن يملك من أراضي الجموع

اسم فضيلة الكادي ليس وليد اللحظة، بل تردد لسنوات في عالم الموضتين المغربية والأجنبية، وتحمله فنانة من طينة خاصة، حيث أنها لم تدرس تصميم الأزياء في أية مؤسسة، بل تجاوزت التكوين الأكاديمي، لتخطّ لها نسقاً خاصاً لا يخلو من العصامية والثقة في الذات، لتتمكن خلال سنواتٍ قليلةٍ من التمكين لنفسها في عالم الموضة، حيث المنافسة لا تخمد والإبداع لا ينضب.

 بالفيديو و الصور. إيفانكا ترامب تزور سيدي قاسم  وتوقيع  إتفاقيتان بالملايير

كانت بدايتها مميزة، خاصة وهي مرتبطة بلقائها المثير بأيقونة الأزياء العالمية المصمم “إيف سان لوران” سنة 1999، والذي تعهّد بمنحها دفعة تجعلها تلج المجال من أوسع أبوابه، خاصة حين لمس فيها  قدرة على الإبداع، وحرصاً على التميز، لا يُضاهيها فيهما إلا القلة من المصممين حول العالم، لتلجَ بذلك المجال بكل ثقة، جاعلة التقاليد المغربية عماد تصاميمها، والتي لا تخلو – مهما بدت عصرية – من اللمسة المغربية.

ورغم الزّخم الذي يُلازم النجاح في غالب الأحيان، وفي فورة نشاطها، لم تنسَ الكادي أن تولي اهتمامها بالشباب الصغار الراغبين في تعلم مهنة تصميم الأزياء من أبناء بلدها الفقراء، لتعمد سنة 2016، إلى افتتاح ورشة لتلقين أسس التطريز والخياطة بمدينة سلا، يؤمّونها لتعلم أصول المهنة بالمجان، محاولة منها لتعليمهم أصول مهنة تقيهم مستقبلا من السقوط في شرَك الفقر، وفي الآن ذاته تسعى – من خلالهم – إلى زرع بذور الصنعة المغربية الأصيلة في الأجيال القادمة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *