الرباط- جمال بورفيسي

دخلوا من بوابة تعدد الزواج الذي أباحه الإسلام، لكي يُبرروا سلوكاتهم الجنسية الطائشة، حتى وإن أوغل البعض منهم في الكهولة والشيخوخة.

وضعوا العقل والقواعد الأخلاقية جانبا وتوسعوا في مسألة التعدد، فأباحوا لأنفسهم الزواج من أكثر من واحدة. إنهم قياديون في حزب العدالة والتنمية، الإسلامي، وفي حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي للحزب. دعاة ومسؤولون حكوميون محسوبون على تيار إسلامي يتبنى خطابا أخلاقيا ويرفع شعار التخليق ومحاربة الفساد… ومنه طبعا الفساد الجنسي، لكنّ ذلك لم يمنعهم من التورط في فضائح أخلاقية وجنسية.

لم يعرف المغرب الفضائح الجنسية إلا مع حكومة عبد الإله بنكيران (2011 -2016) لتتواصل مع حكومة سعد الدين العثماني (2016-…). والمفارقة هي أن تفجر الفضائح الجنسية ظهرت مع أول حكومة يقودها تيار إسلامي بنى مشروعه السياسي كله على المرجعية الدينية، وحظي بثقة الناخبين في محطتين انتخابيتين على قاعدة “الطهرانية”.

تفجرت أول فضيحة في عهد حكومة بنكيران مع “الكُوبّل”، الحبيب الشوباني، وزير العلاقات مع البرلمان سابقا، وسمية بنخلدون، الوزيرة المنتدبة في التعليم العالي سابقا. جرى كل شيء في الخفاء، قبل أن تطفو العلاقة بين الوزير والوزيرة إلى السطح وتحتلّ مانشيطات الصحف المغربية طيلة أسابيع.. ولم تهدأ العاصفة إلا بعدما اضطر “الكوبل” إلى الاستقالة.

لم تستمر الهدنة الجنسية طويلا، بعدما تفجرت فضيحة جديدة من العيار الثقيل، بطلاها ليسا مسؤولين حكوميين لكنها مقربان من حزب العدالة والتنمية وعضوان قياديان في حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي للبيجيدي. على شاطئ المنصورية، المحاذية لبوزنيقة، اكتُشفت العلاقة الخفية بين الشخصين. كانت فضيحة بامتياز، بالنظر إلى المكانة الاعتبارية لبنحماد والنجار داخل الحركة الدعوية.

ومؤخرا، تواصل المسلسل العاطفي المشوق بعلاقة وزير التشغيل، محمد يتيم، بمدلكته، والتي تم توثيقها بالصور في باريس. وزير التشغيل لم يجد من مبرر لتسويغ علاقته خارج إطار الزواج سوى أن المعنية بالأمر هي خطيبته، لكن يتيم متزوج، والخطبة لا تبيح التوسع في الاتصال والتواصل، فبالأحرى الاختلاء في عاصمة الأنوار، بعيدا عن أعين الفضوليين…

لكي نفهم أكثر أن القضية ليست مغربية صرف، لا بد من الإشارة إلى أن لها جذورا عند الإخوان “المسلمين”، ولا بد من ربط القضية بقضية الداعية يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي تزوج ثلاث مرات، وفي ثاني زواج له تزوج بفتاة تصغره بستين عاما كاملة.

وجدت الصحف المغربية في زواج القرضاوي بسيدة مغربية تصغره بـ37 سنة مادة دسمة؛ تطرقت للتفاصيل وكشفت هوية السيدة المغربية، المتحدّرة من بنجرير، والتي كانت تشرف على الخمسين عاما عند زواجها بالقرضاوي.

وسبقت الإشارة إلى أن القرضاوي تزوج امرأتين، الأولى مصرية اسمها إسعاد عبد الجواد، تزوجها في 1958، وأنجب منها أربع بنات وثلاثة أبناء؛ وزوجته الثانية، التي طلقها، هي أسماء بن قادة، وكان قد تعرّف عليها في الجزائر أواسط القرن الماضي.

مهما قدم هؤلاء الدعاة والمنتسبون إلى الحركة الإسلامية من تبريرات لـ”شرعنة” علاقاتهم العاطفية والجنسية، فالحقيقة هي أنهم تورطوا في دعارة مقنّعة، تمت تارة باسم زواج الفاتحة، وتارة أخرى باسم الخطوبة وتعدد الزواج.. لذلك تم ابتداع تسمية “الدعارة الحلال” لتوصيف هذه الظاهرة، التي تؤشر على ترسّخ عقدة الجنس والعلاقة الملتبسة مع المرأة لدى الإسلاميين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *