القنيطرة: بعثة  le12.ma

 

“ماما، العافية، ماما العافية، ماما الدخان”، كانت هذه العبارات المفزعة، القادمة من هناك حيث غرفة طفلتيها، أول ما تناهى إلى سمع الأم حياة وهي تغالب النوم الذي إستبد بها في جوف الليل، لتستيقظ على هول فاجعة،و ألسنة النار  تأكل الأخضر واليابس في شقتها الفاخرة وسط القنيطرة.

هكذا تتذكر الام حياة، في حديثها الحصري لكاميرا جريدة le12.ma، اللحظات الاولى لساعة في الجحيم، عاشتها رفقت زوجها الاسباني السيد الفونصو، وطفلتيها، مضيفة “لا أدري كيف نجوت وأسرتي من الموت المحقق، لقد إحترق كل شيء، ولكن هناك في العمر بقية”.

لم تكن السيدة حياة تعتقد ليلة السبت / الاحد أنها ستتحول في لحظة صعبة من حياتها إلى بطلة إنقاذ ثلاثة أفراد من عائلتها، حين شب حريق في شقتها الواقعة في إقامة راقية بإحدى أرقى أحياء مدينة القنيطرة.

لقد قامت حياة وهي مغربية مهاجرة بالديار الاسبانية، بما لم تقم به الوقاية المدنية التي حضرت إلى عين المكان، مجردة من “السلم الميكانيكي” أو ما يسمى بـ”إيسكال ميكانيك”، حين قفزة من نافذة المطبخ إلى صندوق محرك جهاز”التبريد” المثبت على واجهة العمارة، وأخذت تحت أنظار المتحلقين، في إخراج طفلتيها نحو حبل النجاة.

تقول حياة:” لم يكن أمامي وألسنة اللهب تزحف من نحو غرفة النوم سوى تكسير زجاج النافذة والفقز الى صندوق محرك جهاز”التبريد” المثبت على واجهة العمارة، وطلب النجدة أولا، قبل أن أعمل على حث طفلتي على الفقز الى حيث أقف والتزحلق عبر حبل الى اسفل العمارة”.

لقد إستعانت حياة، بحبل غليظ، تبثه متطوعون من إفريقية جنوب الصحراء، في سطح العمارة، وأطلقوا طوله إلى الأسفل، ما مكن البطلة حياة من إستعماله بمخاطرة كبيرة، لإنقاذ نفسها وطفليها.

كانت لحظات عصيبة تلك، التي مرب بها كل من حضر هذه الواقعة، عندما أخذت الأم حياة تربط طفلتيها في الحبل ليتزحلقا واحدة تلوى الآخرى إلى أسفل العمارة حيث يوجد متطوعون من الجيران والمارة.

نجحت عملية إنقاد الطفلين، كما نجحت حياة في وفق ما عاينته le12.ma، من الإفلات من الموت، لتدخل في غيبوبة، فيما ظل زوجها الاسباني عالقا في الشقة المنكوبة، حتى حضرت الوقاية المدنية، التي بادرت بدورها إلى استعمال ذات الحبل المدلى في إنقاذه من الموت.

“ما عقلتش على راسي من نزلت حتى فقت في الصبيطار”، تتذكر حياة، موردة:” لقد كتبت لنا حياة جديدة، وربي ورضا الوالدين كانا معانا، في لحظة من الصعب أن يتخيلها إلا من عاشها، ولا أريد أن يعيشها أي إنسان”، هكذا تروي حياة كوابيس مرعبة  في لحظة من حياتها، وهي تتجول في شقتها الفاخرة التي تحولت الى كوم من الرماد متشحة بالسواد.

كاميرا LE12.MA  تنقل إليكم  بشكل حصري من قلب الشقة المحترقة، حقائق صادم عن ساعة في الجحيم عاشتها هذه العائلة الصغيرة، على لسان الأم البطلة حياة.

شاهد الربورتاج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *