le12.ma -وكالات
يحتضن “مركز لايبنتس الشرق الحديث” في برلين، الخميس المقبل، محاضرة للباحث المغربي شوقي الهامل بعنوان “ميراث العبودية والعرق والعنصرية في المغرب”، تقدّمه الباحثة الألمانية سونيا حجازي.
وتندر الدراسات التي تتناول تاريخ الرق في المغرب الحديث، الذي يتشابك مع مجالات عديدة، بدءا بالصراع السياسي بين السلطنة وأعدائها في الشمال الأوربي أو الشرق التركي أو الجنوب الإفريقي والدور الذي لعبه العبيد في الأنشطة الاقتصادية في الحواضر والبوادي.
كما بدأ الاهتمام يتزايد بالأبعاد الاجتماعية في محاولة لدراسة أحوال الرقيق ومكانتهم في المجتمع ونشاطهم وتطوّر حركتهم وصلاتهم ببقية المكوّنات الاجتماعية وحركيتها ضمن مرحلة تاريخية محدّدة وكذلك علاقتهم مع السلطة، بتمثلاتها في المخزن والمؤسسات الإدارية والعسكرية.
ويشير المحاضر إلى وجود عدد قليل من الدراسات الشاملة التي تحلّل تاريخ العبودية أو تجارة الرقيق عبر الصحراء، وصولا إلى إلغائها في المغرب العربي، موضحا سعيه في أكثر من ورقة بحثية إلى استحضار الدور المنسي للسود في شمال إفريقيا وتسليط الضوء على أوضاعهم الاجتماعية الهشة وفقدانهم الإحساس بالانتماء والمواطنة.
ويعود أستاذ التاريخ في “جامعة أريزونا”، في دراسات سابقة له، إلى إلى 1672 في عهد السلطان مولاي إسماعيل حين سعى إلى تشكيل جيش دائم ومخلص لمواجهة عدم الاستقرار السياسي، مكوّنا من السود فقط، بمن فيهم فئة “الحراطين” الذين كانوا يتمتعون آنذاك بالحرية، إذ تعرّصوا لانتهاك كثير من حقوقهم وأجبروا على الدفاع عن السلطنة.
ويلفت المحاضر أيضا إلى أنه رغم التنوع في المغرب بامتداداته الإفريقية، فإن العبودية كانت تتشكل بعمق من خلال الهويات العرقية، ثم ارتبطت بالأصول الإفريقية، كما لو أن المغرب لم يكن إفريقيا، وأنه خلال القرن السادس عشر ربطت السلالات الحاكمة في المغرب “البيض” بالشرعية السياسية والحرية.
ورغم إعلان سلطات الاستعمار الفرنسي إلغائها رسميا العبودية في المغرب، فإن الهامل يتوقف عند مكافحة المؤسسة الملكية للعمليات السرية لبيع العبيد، إذ أن التجار الفرنسيين استفادوا من تجارة العبيد السنغاليين الذين كان يتم جلبهم على متن سفن فرنسية كركاب لبيعهم للأثرياء.
