الرباط- متابعة
حمّل عادل بنحمزة، الذي اشتغل مستشارا في رئاسة الحكومة في عهد عباس الفاسي، مسؤولية وفاة مكفوف معطل عن العمل، داخل مقر وزارة الاسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، لحكومة العثماني.
وقال بنحمزة في تدوينة كتبها على صفحته في فيسبوك: “حتى نكون واضحين.. مسؤولية مقتل العاطل المكفوف تتحملها الحكومة، وبصفة خاصة رئيسها، لأنه لم يسهر على تطبيق القانون الذي ينص على نسبة 7 من المناصب المالية للمكفوفين”.
وتابع بنحمزة أن هذا الالتزام لم تنفذه كثير من الحكومات السابقة، ما أدى إلى تراكم عدد العاطلين الذين دخلوا معارك بطولية في شوارع الرباط ومؤسساتها الحكومية ومنشآتها العمومية”. ووضح أنه “لا يمكن الحديث عن حركة العاطلين في المغرب دون الحديث عن الحركة الاحتجاجية للمكفوفين، ببطولتها وصلابتها وقدرتها الباهرة على التنظيم.. وأتذكر هنا واقعة حدثت سنة 2002 عندما قررت مجموعة المكفوفين تنظيم شكل احتجاجي داخل المحطة الطرقية “القامرة” في الرباط، وكيف أن الأجهزة الأمنية علمت بالخبر وسعت إلى تطويق كل منافذ المحطة الطرقية، لكن في النهاية تحقق الشكل النضالي للمكفوفين كما كان مخططا له أمام ذهولنا كلجنة للتضامن”.
وابرز المتحدث ذاته أن “الموت المأساوي للعاطل المكفوف ليس سوى عنوان جديد لتراجيديا هذه الفئة والإهمال الذي تتعرض له وتعمُّد التعامل معها دون حتى أدنى شروط الآدمية، في نوع من التحقير لإعاقتهم.. فكيف تم ترك مكفوفين أكثر من أسبوع على سطح عمارة وسط أكدال وهم معرضون في أي لحظة لمخاطر السقوط بسبب الإعاقة التي لديهم؟ هل كان من الممكن تخيل مثل ذلك الاعتصام فوق وزارة الداخلية أو الخارجية أو المالية أو الأمانة العامة للحكومة أو وزارة الفلاحة؟.. هل ضروري تصفية الحسابات السياسية الصغيرة على حساب أرواح الناس وكرامتهم؟”..
وعما إذا كانت الوزيرة بسيمة الحقاوي مسؤولة عن وفاة المعطل المكفوف، أجاب بنحمزة “أكيد لا، لأن تطبيق القانون يسهر عليه رئيس الحكومة ويلتزم به الجميع، وهو ما لم يفعله زملاؤها، لكنها مسؤولة عندما تقبل اللستمرار في حكومة ترفض تطبيق القانون وتهين فئة تحتاج في الواقع إلى كثير من العناية والإهتما”.
وكانت التنسيقية الوطنية للدفاع عن المكفوفين وضعاف البصر، التي يرأسها رشيد الصباحي، قد نعتْ (كما أشرنا إلى ذلك في خبر سابق) العاطل المكفوف صابر لحلوي، الذي لقي مصرعه بعد سقوطه من على سطح بناية وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية، التي كان رفقة مكفوفين آخرين يعتصمون فوق بنايتُها منذ الخميس الماضي.