le12.ma

تشهد وقائع/ فضائح كثيرة على “المكانة” الحقيقية للمرأة لدى تجّار الدين؛ المرأة التي لا تساوي عندهم شيئا في الحقيقة؛ فهُم -بخلاف ما أوصى به الدين الحنيف- لا يفوّتون فرصة لاستصغارها واحتقارها وإهانتها. والأدهى والأمَرّ أنهم ما إن يقع أحدهم في “المحظور” حتى يهبّوا لنجدته والدفاع عنه، ولو عرفوا أنه على خطأ، كما حدث مؤخرا بعد “فضيحة يتيم”، التي سارت بذكرها الركبان.

وآخر تفاعلات “زلّة” يتيم، هذه الخرْجة المُضحكة لأحمد الريسوني، الذي هبّ مناصرا لأخيه (الظالم) في التنظيم الإخوانيّ المتغول على حساب امرأة مظلومة، مهضومة الحقوق، مكسورة الجناح. فالمرأة عند “الإخوان” يبدو أنها ليست “نصف المجتمع”، كما نعرف، بل جعلوها “نصفَ إنسان” وسببا لكل الشرور.. فخرجة الريسوني للربط بين اختفاء المعارض السعودي وفضيحة محمد يتيم مع المدلكة، من خلال استخدامه “نظرية المؤامرة” وإلصاق السبب بالمرأة هي آلية لمحاولة تبرير الفعل الفاضح لمحمد يتيم وتجنيبه تحمّل مسؤوليته في ما وقع.

فقد تناسى الريسوني، وهو يبرّر “فعلة” يتيم، أن هذا الأخير هو وزير في الحكومة المغربية وليس معارضا، وهذه المقارنة لا تستقيم وتتهرّب من تسمية الأمور بمسمياتها، بكونهم يفقدون السيطرة على أنفسهم ويشعرون بالعجز التام إزاء نزواتهم الجنسية، التي باتت تحت دائرة الضوء بتوالي فضائحهم وتشابهها. فالقاسم المشترك بين أصحاب الفضائح الجنسية من المنتمين إلى التنظيم الإخواني في المغرب هو أنهم من التوحيد والإصلاح، ويشتركون في أن لهم لهم هوسا جنسيا سببه الكبت الذي يعانونه داخل الجماعة، وليس “جهادات خارجية”، كما يريد الريسوني من خلال ربط يتيم بالمعارض السعودي.

ويعود ذلك الكبت إلى طبيعة الشحن والالترام الشديد والتديّن المفرط داخل الجماعة، ما يجعل الغرائز تسيطر عليهم، كآلية للتفريغ والتعبير عن التمرد، وكتعبير عن تركيبة نفسية غير منضبطة، بل ومنحرفة في كثير من الأحيان، بسبب الكبت الذي يؤدي إلى الانفجار، وهذا ما يحدث مع أعضاء الجماعة، الذين يتصيّدون أول الفرص المتاحة للخروج من سيطرة الجماعة، ولو من خلال “فضيحة” مدوية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *