حسين عصيد

 

يواجه الرجاء غريمه التقليدي الوداد غدا السبت في الدار البيضاء، في مباراة ديربي برسم ذهاب ثمن نهائي كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال، على أن يلتقي الفريقان إيابا في الملعب ذاته يوم 23 من الشهر الجاري، وهي المباراة التي تنتظرها الجماهير المغربية والعربية بشغف بالغ، لكون المباريات التي تُجرى بين الناديين البيضاويين العريقين غالبا ما تحفل بحماس منقطع النظير، لا يضاهيه أي حماس آخر تثيره رياضة أخرى في المغرب. غير أن فرحة النصر لا تعلو دوما وجوه أنصار فريق منهما دون الآخر، إذ تبادلا، منذ إجراء أول المباريات بينهما في ثلاثينيات القرن الماضي، الانتصارات والهزائم. لكن الفرجة كانت واقعا مشتركا بينهما بامتياز، خَطّتها بمداد الفخر أسماء نُقشت بحروف من ذهب في سجل الكرة المغربية.  

وطبعت تاريخَ النزالات بين ناديي الرجاء والوداد عدة أحداث، كان لها وقع كبير ومؤثر على مسار الفريقين خلال تاريخهما اللامع والمزدهر.، نتوقف على أهمها في هذه الورقة.

 

الديربي الأول

 

رغم أن الكهول من عشاق كرة القدم المغربية يهملونها ولا يصنفونها ضمن أبرز ديربيات البيضاء، فإن المباراة التي جرت بين الوداد والرجاء في 1957 وانتهت بفوز الرجاء بقيادة الأب جيكو، كانت أول نزال حقيقي يؤرخ للصراع بين الناديين، والذي أعقبته مقولة الأب جيكو للصحافة حين قال “الوداد وداد القلب والرجاء رجاء العقل”.. وقد أبان هذا الأخير عن مدى حبه للفريقين معا، رغم أنه، قبل التحاقه بالرجاء، كان يقود الوداد سنوات، قبل طرده منها في 1952.

 

“ديربي الميطا”

 

لا تزال “لقطة” مغادرة الرجاء أرضية الملعب في 1978 راسخة في أذهان المشجعين، إذ قرر لاعبو النادي الأخضر الانسحاب في الشوط الأول بعد إحساسهم بالتعرض لظلم تحكيمي طُرد على إثره حارس الرجاء، كما احتسبت ضربة جزاء لصالح الوداد كان يعتزم تنفيذها المرحوم بيتشو.

وروى بعض المهتمين بالشأن الرياضي أن خوف الرجاء من هزيمته بنتيجة أكبر تتجاوز بكثير ثلاثة أهداف لصفر التي خرج بها الغريمان في الشوط الأول، كانت دافعه الأول إلى عدم العودة للعب أطوار الشوط الثاني من المباراة، لتُطلق الصحافة على هذا النزال التاريخي آنذاك اسم “ديربي الميطا”..

هزيمة بخماسية

من أبرز ذكريات الرجاء النتيجة الأكبر في تاريخ الديربي، إذ تفوق الرجاء في مباراة ربع نهائي كأس العرس لموسم 1997- 1996 بنتيجة 5 أهداف مقابل هدف وحيد للوداد، وما أعقب ذلك من جدل بين مشجّعي الفريق الأحمر وكذا مسيريه، حين علت أصوات من الطرفين معا بضرورة الشروع في هيكلة النادي واستقدام أسماء جديدة إليه، في مقابل التخلي عن أسماء بلغت من العمر عتيا ولم تعد قادرة على جر قاطرة الفريق لولوج غمار المنافسات الوطنية والقارية.

 

“اندماج” الرجاء وأولمبيك البيضاوي

 

كثیرا ما تتطرق بعض النقاشات لقضية اندماج الرجاء الرياضي بفريق الأولمبیك البیضاوي، الذي تُثار بخصوصه حساسيات مختلفة، خاصة حين يُعلن محبو الوداد أن الفريق الأخضر اختار الاندماج بفريق آخر للملمة أشلائه وخروجا من مأزق غياب الألقاب عنه، غير أن الرجاويين غالبا ما أعلنوا أن الرجاء أنقذ الأولمبيك من الاندثار، خاصة حين تخلت عنه شركة “أونا” في 1995، ليختار لاعبوه الالتحاق بالرجاء هروبا من البطالة.

وقد تجاوز الجدل حدود كرة القدم آنذاك ليحط رحاله على حدود مصطلحَي “الاندماج” و”الاستحواذ”، إذ اعتبر الرجاويون إن طبيعة العلاقة التي ربطت الفريقين لا تعدو كونها “استحواذا”، لأن الأولمبيك البيضاوي كان على شفا الإفلاس و”استحوذ” عليه الرجاء، وأبرز دليل على ذلك أن الفريق الأخضر لم يضمّ ألقاب الأولمبيك إلى ألقابه، كما لم يُغير من اسمه ليتلاءم مع الوضع الجديد.

 

“صفعة”  اللويسي

كان هدف هشام اللويسي خلال الديربي الذي جمع الوداد بالرجاء في 2006، الهدف رقم 100 في البطولة المسجل في آخر أنفاس المباراة، والذي توج النادي الأحمر بلقب البطولة، صفعة قوية للخُضر، لاسيما أن هذا الأخير ظل متفوقا بهدف وحيد منذ الدقيقة الـ50، سجله جريندو، ليظل صامدا إلى غاية الدقيقة الـ97 حين سدد المدافع هشام اللويسي كرة قوية من مسافة بعيدة سكنت شباك إسماعيل كوحا، حارس الرجاء، وهو الهدف الذي ألهب حماس جماهير الفريق الأحمر، لتتحول مدرجات الملعب بعد نهاية المباراة الى فضاء احتفالي، لتنتقل الاحتفالات بعدئذ إلى باقي شوارع وأحياء المدينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *