إدريس الكنبوري

فشل الإسلاميون في المغرب فشلا ذريعا في المجال الفكري والثقافي ولم يقدّموا فيه شيئا محترما يليق بالخطاب “الغليظ” الذي طالما روجوه طوال عقود.

هناك، اليوم، كارثة فكرية يعيشها هؤلاء عنوانها العريض الاستقطاب إلى التيار الإيديولوجي المقابل. إسلاميون أصبحوا، اليوم، يرددون مقولات لا تنتمي حتى إلى المجال التداولي الذي كانوا بداخله، وهذا دليل واضح على أن الحركة الإسلامية لم تقدم لهم شيئا مقنعا يمكنهم أن يفخروا به، لذلك هم يشعرون بالدونية والهزيمة أمام أفكار مغايرة تبهرهم، لأن خروجهم من شرنقة الوعي المنغلق أوقعهم تحت صدمة المغايرة.

حتى الآن، ومنذ عقود، لم تستطع الحركة الإسلامية أن تنتج مفكرين لديهم رؤية فكرية وفلسفية منسجمة قادرين على الاقتراح والتجديد من داخل النسق، بقدر ما أنتجت سياسيين مؤدلجين ومثقفين رفضوا الإيديولوجيا الإسلاموية، لكنهم سقطوا في إيديولوجيا علمانوية، والاثنتان مصيبتان. 

كان الإسلاميون يحلمون بأن ينتصروا فكريا على غيرهم، فانتصر غيرهم عليهم، واليوم يثير الإسلاميون المغاربة الشفقة.ة؛ لذلك قلت وأكرر الآن إن الإسلاميين ليسوا بديلا فكريا، قد يكونون عنصر استبدال في السياسة، لكنْ في مجال الفكر هم في حاجة إلى تأصيل، لكن التأصيل والايديولوجيا لا يلتقيان. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *