حسين عصيد

ذكر فريق بيطري فرنسي أن التحاليل المخبرية التي أخضع لها قرد “ماكاك” مغربي تمّت مطاردته خمسة شهور في غابات “أدري دو ليستيريل”، غرب مدينة كان، أفضت إلى أنه لا يحمل أي فيروسات أو جراثيم خطيرة من شأنها أن تُلحق الضرر بغيره من الحيوانات التي تعيش في غابات الجنوب الفرنسي.

وحسب ما أوردت مجلة “باري ماتش”، على لسان وكيل المكتب الوطني للصيد والحياة البرية الفرنسي، فإن “مطاردة القرد المغربي، الذي لا تعيش سُلالته إلا في جبال الأطلس المغربي، قد امتدت شهورا بعدما تعرّف عليه بعض سكان المنطقة، الذين أخطروا السلطات المختصة، التي جرّبت كل السبل الممكنة لاصطياده، خصوصا أنه تبين لهم أنه قرد مغربي ولا ينتمي إلى القارة الأوربية، فكان من الضروري الإيقاع به، خشية أن يتسبب في انتشار عدوى ما بين حيوانات المنطقة. وقد تم إلحاقه منذ القبض بحديقة حيوانات فريجوس الوطنية”، معترفاً بـ”جهله التام للظروف التي أفضت إلى تواجد قرد ماكاك مغربي في الجنوب الفرنسي!”..

يشار إلى أن قرود “الماكاك” المغربية كانت محور دراسة ميدانية أجراها خبراء من جامعة “روهامبتون” البريطانية في 2016، كشفت أن “السياح الزائرين للغابات المغربية باتوا يُشكلون التهديد المباشر على حياة هذه القرود، إذ أن قيامهم بمدها بأشكال مختلفة من الأطعمة التي لا تدخل عادة في نسقها الغذائي، القائم أساسا على ثمار الأشجار، قد يُعرّضها لأمراض خطيرة مُهددة لحياتها.

وهمّت هذه الدراسة، التي أجريت اختباراتها بالحديقة الوطنية لمدينة إفران، مجموعتين منفصلتين من قردة “الماكاك” التي تعيش في الأسر، تألّف 50 في المائة من النظام الغذائي للمجموعة الأولى من أطعمة خاصة بالاستهلاك البشري، فيما تغذت المجموعة الثانية على الطعام العادي للقردة، والذي تم استقدامه من غابات المنطقة، ليتوضح بعد ذلك أن صحة قرود الفئة الأولى أخذت في التراجع، إذ أصيب بعض أفرادها بداء الثعلبة، الذي تسبب في فقدانها لشعرها. كما ازدادت في أجسادها نسب هرمونات التوتر والقلق بصورة كبيرة، فيما كان ثلث الإناث منها فقط مالكة لمستويات الخصوبة اللازمة للإنجاب، أما الفئة الثانية فلم تبدُ عليها أية أعراض لأمراض خطيرة، باستثناء بعض العوارض البسيطة المتعلقة بالمغص المعوي.

للإشارة فقرود “الماكاك” المغربية تعيش في غابات الأرز المجاورة لأقاليم خنيفرة وإفران بصورة رئيسية وتنتمي إلى عائلة قرود صنفها “الاتحاد الدولي للحفاظ على البيئة” في 2008 كسُلالة معرضة للانقراض، بعد أكثر من 30 سنة من الصيد الجائر، إذ تعيشُ في مناخ يتميز بالحرارة والجفاف صيفا والبرودة الشديدة شتاء، وتطول مدة الحمل عند الأنثى إلى خمسة شهور ونصف، لتضع مولودا واحدا فقط.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *