كريم نديم

يحزّ في القلب أن نرى مدينة طنجة، التي أصبحت بفضل الإرادة الملكية قاطرة للتنمية ليس في الجهة فحسب بل في المغرب برمته، أن تُسيّر بعقلية دون مستوى التطلعات كي لا نقول شيئا آخر…

مدينة طنجة، التي تراهن عليها المملكة من خلال الكثير من المشاريع العملاقة، من ميناء طنجة -المتوسط إلى القطار فائق السرعة “تي جي في” إلى برنامج طنجة الكبرى، الذي أحدث ثورة في البنية التحتية لعروس الشمال، نجدها اليوم تعاني رياضيا، وإن كانت هناك بعض الإنجازات فهي بمبادرات فردية وبدعم من جماهير عاشقة لمدينة كانت وما زالت تحلم بالريادة في مختلف الأنواع الرياضية…

أسباب كتابة هذه السطور ما فجّرته نية الجماعة الحضرية إقصاءَ فريق اتحاد طنجة لكرة السلة من المنح المخصصة للجمعيات الرياضية؛ فبعيدا عما يبذل هذا الفريق، بكل مكوناته، من مجهودات جبارة تتجاوز ما هو رياضي إلى ما هو تربوي وتوعوي وترسيخ لقيم المواطنة عند فئة عريضة من أطفال وشباب المدنية ومن مختلف الأحياء، وهذا ليس دفاعا عن الفريق، فعمله يعرفه العامة والخاصة، ليس في طنجة فحسب بل وصل صداه إلى مدن أخرى وأصبح يُضرب به المثل. أما مكتبه المسير فكما يقول المثل الشعبي “فرّان وْقادّ بحُومة” وليس في حاجة إلى للدفاع عنه، ولكنها شهادة حق في أناس تابعت أنشطتهم فتفاجأت برصيد الوطنية عندهم ونكران الذات والإسراع إلى خدمة أطفال وشباب المدينة، في مشهد لا يمكن تصوره إلا عند أفلاطون عندما يتحدث عن المدينة الفاضلة.

محاولة استثناء اتحاد طنجة من المنَح المقدمة للجمعيات الرياضية يجعلنا نتساءل عن المعايير التي يلجأ إليها أصحاب الحلّ والعقد في الجماعة الحضرية لتوزيع المنح.. تساؤلات وتساؤلات، لكن مربط الفرس والمعطى الأساس هو أن هذه المنح هي من أموال الشعب وليس من أموال أشخاص بعينهم حتى تعطى لمن هم على وفاق معهم، وإن كنا هنا لا نطالب بإقصاء أي مجتهد من المنح المخصصة للجمعيات، إنما يجب أن يخضع ذلك لمقتضيات القانون، وفي كل التفاصيل، أما أن يتم استثناء فريق بعينه ومع من مع أناس ذنبهم الوحيد حبّهم للرياضة والوطن فهذا قمة العبث في مغرب يعُدّ الرياضة خيارا إستراتيجيا في المشروع التنموي للمملكة.

اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *