طنجة -مراد الروح
طرح الفاعل الحقوقي نوفل البعمري، خلال مشاركته في حلقة “شباب فوكس” على قناة “ميدي آن تيفي”، على وزير الدولة في حقوق الإنسان، المصطفى الرميد، سؤالا حول مداخل الحل للأزمة المرتبطة باحتجاجات الحسيمة، فكانت إجابات هذا الأخير واضحة، يقول البعمري في تصريح لموقع “le12.ma”. وتجدد السؤال للرميد حول ما إذا كانت هناك جهات من مصلحتها عدم حل الملف وتدفع نحو المزيد من التأزيم؟ فأجاب الوزير بوضوح: نعم.
كنت أظن ساعتئذ أنه سيتحدث عن جهات هنا في المغرب، يوضح البعمري، قد تكون داخل الدولة أو من المنطقة، لكنه (الوزير) استطرد قائلا إن جهات في الخارج تريد دفع الملف إلى اللاحل، وكأنه استشعر ما يجري وما سيجري من مشاهد أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها مخجلة، مهينة لأصحابها وتعبير عن القاع الذي يوجدون فيه.
فعلة أمس الأحد، أي إحراق العلم الوطني المغربي في باريس، تؤكد أن هناك من أبناء المنطقة ممن ينعمون بالعيش في الخارج، كانوا منذ اليوم الأول يتربصون بالاحتجاج ويطمحون إلى الوصول إلى هذه النقطة، إذ قطعوا كل علاقتهم بنا وبالوطن، أحرقوا آخر المراكب نحو الارتماء في الخيانة، يسترسل البعمري.
إحراق علم المغرب وعلم الوطن هو خيانة، خيانة لأهل الحسيمة، لتاريخها المناضل، خيانة للشعب وتضحياته في سبيل التحرر والانعتاق من الاستعمار ولسنوات طويلة من التضحيات الكبيرة من أجل وطن موحد، ديمقراطي، تعددي. يقول المتحدث ذاته.
إحراق علم الوطن ليس بطولة ولا تعبيرا عن شجاعة، هو جبن، جبن من يتوهم أنه بفعله الطفولي هذا سيعبر عن قوة أو انتفاضة ما، فعل جبان.
إحراق علم الوطن لن يكون تعبيرا عن أي ثورة، بل هو محاولة إجهاض أيّ تغيير سلس، ديمقراطي يضمن عدالة مجالية حقيقية.
إحراق علم الوطن لن يكون تحريضا على الانتفاضة هنا، بل سيزيد حجم التعبير الموسع لكل أبناء الحسيمة عن تشبثهم بوطنهم ومغربهم وعلمهم وهويتهم، التي هي هويتنا الجماعية. المغرب بعلمه ومؤسساته وشعبه، المغرب أكبر من تجّار الأزمات وتجار المخدرات وتجار المواقف والتجار بالوطن والتجار بالمعتقلين.
وعبّر البعمري في الأخير عن متمنياته في ألا يطول صمت أحمد الزفزافي، الذي يجول ويصول في أوربا، ويعبر عن موقفه من إحراق علم وطنه وبلده…