Le12.ma سبور

 

نحن الان على مشارف نهاية موسم 2008–2009، العام الأخير للدون مع المانشيتر، والوجهة، الفريق الملكي، بيد أن هناك مياه كثيرة جرت تحت جسر هذا العبور، تخللتها قصص ظلت لسنوات طي الكثمان، منها قصة يوم تعرض رونالدو لتهديد بالقتل من طرف الأب الروحي..

le12 سبور تنشر الحكاية كاملة، والبداية من هنا.

العجوز الإسكتلندي

دخول هادئ من العجوز الإسكتلندي أليكس فيرجسون لمكتبه بالنادي بعد إلقاء التحية على كافة الموظفين في طريقه.. 5 دقائق حتى حصوله على مشروبه المفضل في الصباح، ابتسامة ودودة وجهها السير للنادل، قبل أن يرن جرس الهاتف.

عجوز مانشستر يُمسك بهاتفه، ليجد رسالة من صديق.. عدّل السير نظارته لتبين ما بها “أهلًا صديقي.. هل قرأت ما قاله كالديرون اليوم؟”.. تلك الكلمات كانت كفيلة بوضع فيرجسون لكوب مشروبه على مكتبه، قبل أن يبدأ في البحث على الإنترنت بكلمة كالديرون.

عنوان صادم وجده السير نُصب عينيه “كالديرون: تعاقدنا مع رونالدو مسألة وقت”.. العجوز ينتفض من جلسته، يُمسك بالهاتف من جديد ويتصل على مساعده كارلوس كيروش “كارلوس.. اجلب كريستيانو لمنزلك في التو.. أنا قادم إليكم”.. لم يمنح فيرجسون مساعده فرصة للرد.. أغلق الهاتف وغادر مكتبه على الفور.

منزل كيروش – بعد مرور ساعة

تصل سيارة فيرجسون إلى منزل مساعده البرتغالي، يخرج منها هادئًا رغم ما بداخله من بُركان يغلي مما قرأه في الصباح.. كيروش يخرج بنفسه لاستقبال السير “صباح الخير.. هل جاء كريس؟”، لم ينتظر العجوز الإجابة، ليجد رونالدو في الانتظار بالداخل ويدلف رفقة صاحب المنزل.

مصافحة هادئة من فيرجسون للاعبه الشاب، قبل أن يسأله رونالدو “ما الخطب؟ هل هناك مشكلة؟”.. السير يباغت كريستيانو بسؤاله “هل تحدثت إلى رامون كالديرون في الساعات الماضية؟”.

كريستيانو يجيب بوضوح “نعم.. لقد تحدثت معه قبل يومين وأبلغني وكيلي جورج مينديز بتواصلهما معًا قبل ساعات”.. هنا بدأت ملامح التوتر تظهر على وجه مدرب مانشستر يونايتد.

“ألم أقل لك يا كريس لنرجئ الأمر في الوقت الراهن وإنني بحاجة إليك؟ ألم أخبرك بأنك لن تستطيع المغادرة هذا العام؟”.. كريستيانو يعلق “ولكنك تعلم مدى رغبتي في ارتداء قميص مدريد!”.

“أعلم أنك تريد الذهاب لريال مدريد، لكن ليس بالطريقة التي تكلم بها كالديرون على الملأ.. فأنا أفضل أن أطلق النار عليك بدلًا من بيعك لذلك الرجل الآن”.

كلمات فيرجسون لطمت كريستيانو، الذي لم يعلق على تبدل لهجة السير معه لأول مرة، قبل أن يكمل الأخير “إذا سمحت لك بالرحيل إليهم، سأفقد شرفي وكل شيء، ولا يهمني إذا تحتم عليّ إجلاسك في المدرجات حتى نهاية الموسم، رغم علمي بأن ذلك لن يحدث، ولكني لن أدعك ترحل هذا العام”.

كريستيانو يستميل قلب فيرجسون بطريقة ودودة “تعلم مكانتك في قلبي.. لكني حلمت دائمًا بارتداء القميص الأبيض.. أعلم أننا نملك فريقًا أفضل وهناك يمرون بفترة سيئة، كما أنهم لا يستطيعون عبور دور الـ16 في دوري الأبطال لـ5 سنوات، لكن هذا حلمي، ولا يهمني وضعهم الحالي”.

فيرجسون يباغت رونالدو متسائلًا “لماذا لا تذهب إلى برشلونة؟ ربما أوافق على رحيلك الآن لهم إذا أردت، لكني لن أسمح بمغادرتك لمدريد من أجل هذا الرجل (كالديرون)”.

رونالدو يرد بحزم “لا.. لن أذهب إلا لريال مدريد.. هذه رغبتي ولن ألعب لأي فريق آخر”، ليرد العجوز بحدة “أكررها لك.. أفضل إطلاق النار عليك بنفسي على الذهاب لهناك الآن”.

خفف فيرجسون بعدها من حدته، قائلًا “لنتعاهد.. ابقى هنا لمدة عام وساعدنا مجددًا في الوصول لنهائي دوري الأبطال، حينها سأدعك ترحل إذا تقدم ريال مدريد بعرض يتناسب مع مكانتك.. هل نتفق؟”.

لم يعلق كريستيانو سريعًا، فكّر لثوانٍ معدودة ثم تحدث ممتعضًا “موافق.. لكن أرجو كما عهدتك دائمًا أن تلتزم بهذا الاتفاق.. العام المقبل سأرحل إلى مدريد”.. السير يمد يده للمصافحة وكيروش ينهض مبتسمًا: “لقد اتفقنا”.

مر عام بالفعل بعد ذلك وأوفى فيرجسون بوعده لأعظم موهبة دربها، على حد قوله، وانضم رونالدو للنادي الملكي في صفقة قياسية بلغت قيمتها 94 مليون يورو، ليصنع تاريخًا جديدًا داخل ملعب سانتياجو برنابيو العريق على مدار 9 سنوات.

سيناريو يمزج الواقع ببعض الخيال لواقعة شهيرة حدثت داخل منزل كيروش بمانشستر، الذي شهد الاتفاق الفعلي لإرجاء انتقال رونالدو إلى مدريد، بعد تصريحات رامون كالديرون الشهيرة حينما كان رئيسًا للريال.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *