حسين عصيد

نشبت ملاسنة بين مشاركتين في ندوة أقيمت ضمن فعاليات مهرجان فاس للثقافة الصوفية، الذي يُسدل عليه الستار اليوم الاثنين بالعاصمة العلمية، حين صادرت إحداهما حق الأخرى في المشاركة في النقاش الدائر، بعدما أمرتها بنزع الحجاب قبل الشروع في مداخلتها.. ما أثار موجة استهجان بين الحاضرين، في حين علا صياح المُشاركة المحجّبة وهي تردد على مسامع الحاضرين: “نحن في بلد مسلم ولا يحق لأحدٍ بأن يمنعني من ارتداء ما أريد!”..

وكانت الندوة، التي عُقدت في قصر البطحاء، قد شارفت على الانتهاء حين همّت إحدى المشاركات بأن تطرح بضعة أسئلة على ضيوف الندوة، الذين كان أغلبهم من الفرنكوفونيين المغاربة والأجانب، فما كان من مشاركة أخرى إلا أن منعتها من الحديث بدعوى أنها تضع الحجاب على رأسها في ندوة باللغة الفرنسية، ما أثار موجة من الفوضى لم يتمكن القائمون على الندوة من إخمادها إلا بعد جُهد جهيد.

وفي أعقاب ذلك، نشر موقع جريدة “الأوبسرفر” البريطانية تفاصيل الحادثة، محاولا سبر أغوار هذه الملاسنة، التي تحمل في طياتها حمولة فكرية وأخلاقية عميقة، ليربطها بالصراع الإيديولوجي الدائر خلال السنوات الأخيرة بين التيارين المحافظ والليبرالي في الدول الإسلامية، أججته -في رأي كاتب المقال- موجات “الإسلاموفوبيا” القادمة من الغرب، ما سيكون له بالغ التأثير على الحياة الفكرية والدينية والسياسية في هذه الدول خلال السنوات القليلة المقبلة.

يُشار إلى أن فاس تحتضن فعاليات الدورة الـ12 لمهرجان فاس للثقافة الصوفية بشعار “الحضور الصوفي”، إذ يسعى القائمون عليه، كما جاء في منشور المهرجان، خلال هذه الدورة إلى “إتاحة الفرصة للمغاربة لاكتشاف أو إعادة اكتشاف ثقافتهم وتمكينهم من الوصول الى الغنى الفني والفكري والروحي”، وأيضا “التعريف، على الصعيد الدولي، بالصورة الإيجابية للإسلام، بفضل لغة عالمية، والانفتاح والسلام الذي تدعو إليه الصوفية ومعها الصوت الروحي”.

وسيتم خلال الدورة تنظيم ندوات تتمحور حول مواضيع “الصوفية نموذجا للحضارة” و”الصوفية بصيغة النسوة” و”الصوفية والفن المعاصر” و”ابن عباد الروندي والنموذج الروحي المغربي الأندلسي” و”التيجانية والإسلام في إفريقيا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *