محمد سليكي

 

 يبدو أن الاستقالة غير مُعلنة الأسباب لألياس العماري من رئاسة جهة طنجة -تطوان -الحسيمة، الرجل الذي كان، إلى وقت قريب، من الشخصيات النافذة في المغرب، ستواكبها ربما إعفاءات أو حتى إقالات في صفوف مقربين منه أو محسوبين عليه، يتولون أكثر من منصب في مؤسسات مختلفة، منها وزارة الداخلية.

مناسبة هذا الكلام،  القرارُ الذي اتُخِذ، أول أمس الخميس، في سرّية تامة، في حق مسؤول كبير في وزارة الداخلية، تجمعه بإلياس العماري، وفق معطيات حصرية توصل إليها موقع “le12.ma” صلة مصاهرة، سرعان ما تطورت وتقوت بين الطرفين مع بروز نجم ابن الريف في سماء الشخصيات النافذة بالمملكة.

وقبل سرد ما حلّ بهذا المسؤول الكبير في وزارة الداخلية، دعونا نقف عند بعض المواقف التي تعرض لها مقربون من إلياس العماري، وإلياس نفسُه، قبل وبعد الإقالة، أو الاستقالة أو الإقالة في قالب إستقالة أو ما شئتم، طالما لا يوجد توصيف لذلك القرار، غير إعلان وزارة الداخلية شغور منصب رئيس جهة طنجة -تطوان -الحسيمة، بناء على معاينة “انقطاع” العماري عن مزاولة مهامّه.

من بين المعطيات المتوصل إليها، هناك ما يشير إلى أن إلياس العماري بدأ يشعر بـ”العزلة” منذ مغادرته الغامضة للأمانة العامة لحزب الأصالة والمعاصرة، وأن مؤشرات “انقطاع الوحي” عن “ثعلب الريف”، الذي لبس “جلباب المخزن” تعددت مع مطلع الدخول السياسي ما قبل الماضي، الذي سبقه خطاب للعرش ألقاه ملك البلاد من مدينة الحسيمة.

خلال العام الماضي، لم يتردد إلياس العماري في التلويح بالاستقالة من رئاسة مجلس جهة طنحة -تطوان -الحسيمة، وهو يظهر و يختفى أمام الصحافة التي ُكانت وراء صناعة جزء كبير من “سلطة اسمه”.

في خضمّ ذلك، ظل عدد من المسؤولين المغاربة يظنون أن إلياس 2018 هو إلياس ما قبل 2016، بيد أن الحقيقة كانت عكس ذلك تماما، أو هكذا تبدو، خاصة مع الأزمة التي عصفت بحزب “التراكتور”.

لقد انقسم “الإلياسيون” إلى مريدين وخوارج وأكل بعضهم لحم ابن الريف وهو حيّ، وخرج بعض معاونيه من محراب “الحكم” داخل قيادة “البام”، بطريقة غير مشرّفة بتاتا، مثل “حالة” عزيز بنعزوز، وإن كان بعضهم دخلوا الحزب بـ”الإير كاط” وأضحوا يركبون الـ”كاط كاط” ويعيشون حياة البريستيج.. وهذا موضوع سنعود إليه في ورقة أخرى.

رغم كل هذه المتغيرات، لم يظهر لإلياس أثر ولم يُسمع له صوتٌ، بل ولى مدبرا إلى حيث هُو ولم يُعقب.

عُزلة إلياس، التي سبقت “سقوطه الحر” من برج رئاسة جهة طنحة -تطوان -الحسيمة، ستتخللها وقائع عدة تَأكد لاحقا أنها لا تعدو كونها ترجمة لحقيقة “طيّ صفحة” إلياس العماري على النحو الذي أُعلن للعموم، في انتظار أن يكشف التاريخ حقائق وأسراراً يبدو أنها اليوم طيّ الكتمان.

وهنا لا بد من الإشارة إلى واقعتين من تلك الوقائع، الأولى حدثت مع مسؤول بارز في مؤسسة دستورية سمع “خلّ وْذنيه”، فقط لأن الصدفة لاقته بإلياس في أحد الأماكن وتناول معه “كاسْ ديال القهوة”، والثانية تهمّ قياديا باميا “نهره” مسؤولٌ كبير، لأنه ضرب مثلا بإلياس ونسيَ من صنع إلياس!..

حدث هذا قبل مغادرة إلياس موقع المسؤولية.. لكنْ ماذا حدث بعد المغادرة؟!

لم يمر على إعلان الداخلية شغور منصب رئيس جهة طنجة -تطوان -الحسيمة ودعوتها إلى انتخاب رئيس جديد سوى أيام قليلة حتى “طاح ميسّاج” إعفاء مسؤول بارز في وزارة الداخلية من منصبه وإحالته على إحدى مديريات وزارة الداخلية بدون مهمة..

المعطيات الحصرية التي توصل إليها موقع “le12.ma” تفيد بأن المعني بالأمر “جْمع حوايجو” وغادر مكتبه الفاخر ورأسه مطأطأ إلى الأرض بعدما ظلّ سنوات يصول ويجول وصاحبَ كلمة نافذة، زمنَ صعود نجم إلياس إلى سماء الشخصيات المملكة، فهل كان ذلك صدفة؟ والحال أن علاقة المصاهرة التي جمعت هذا المسؤول، الملقب بـ”الصحراوي”، وإلياس العماري كانت قد تقوّت على نحو لافت؟… ربما!.

غير أنه إذا كانت خلفيات وأسباب إعفاء صهر إلياس لم تُعلن بعد، فإن هذا المعطى حمّال تساؤلات عدة، لعل أبرزها: هل شرعت الداخلية في إعفاء كل من له صلة بإلياس العماري؟ أم أن هذا القرار جاء في سياق آخر وتصادف مع “السقوط الحر” لابن الريف، الذي لبس “جلباب المخزن”؟..

بين هذا السؤال وذاك، يظهر أن العديد من الإلياسيين ممن تسلقوا المناصب وكسبوا المغانم على عهد إلياس قد بدؤوا يتحسسون رؤوسهم مع إعلان الداخلية نهاية الصفة الرسمية لإلياس العماري من خلال وثيقة شغور منصب رئيس جهة طنجة -تطوان -الحسيمة، بناء على معاينة “انقطاعه”  عن مزاولة مهامّه، وما تلاها من إعفاء لصهره من موقع المسؤولية في وزارة الداخلية، وهي الشخصية السلطوية التي سنعود إليها والى علاقتها المحتملة بإلياس خارج مؤسسة المصاهرة، بالتفصيل في وقت لاحق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *