زاكورة – إعداد : جمال الدين بن العربي

فتح السجن المحلي بزاكورة أبوابه، أمس الخميس، لعروض فنون الحكاية، في خطوة تروم الانفتاح على المحيط الفني، وذلك في إطار فعاليات الدورة السابعة للمهرجان الدولي للحكاية والفنون الشعبية (من 9 إلى 13 أكتوبر الجاري).

بأدوات بسيطة وارتجالية في الأداء مع استحضار رسائل اجتماعية، قدمت فرقة قادمة من بلجيكا عرضا في السجن المحلي بزاكورة، مكن من تقريب النزلاء من فنون الفرجة ومن أنشطة فنية تروم تثقيف الملتقي.

فرقة “واتا”

واستطاعت فرقة “واتا” التابعة لفرع بلجيكا لمنظمة بهلوان بلا حدود أن تسرق ابتسامات من نزلاء السجن المحلي بزاكورة، في موعد فني عرف تجاوبا كبيرا وتفاعلا مع فقراته المتنوعة.

وكان نزلاء السجن في لقاء ساخر وممتع مع فرقة قادمة للتو من عدة مدن مغربية قدمت بها عروضا فنية وأشرفت على دورات تكوينية في البهلوان وفنون الفرجة التي تستمد خطوط حكاياتها من الأفكار المتداولة مع تجسيدها بحس فكاهي.

وتتكون هذه الفرقة، التي أبدعت من حيث المواضيع التي تطرقت إليها وطريقة العرض المتجاوبة مع الجمهور مستعملة بعض المفردات باللغة العربية، من شخصين فقط، هما الفنانة سيرينا غالانتي، ذات الأصول الإيطالية، والفنان البلجيكي ليونيل بويير.

تشجيع النزلاء

واستعملت وسائل متاحة للجميع كديكور لتقديم عرض يندرج ضمن انفتاح المؤسسة السجنية على محيطها الاجتماعي من أجل تشجيع النزلاء على الإبداع والمساعدة على الاندماج الواعي في المجتمع بعد قضاء المدة السجنية.

وفي هذا الصدد، قال المصطفى أروهان، مدير السجن المحلي بزاكورة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا العرض يأتي في إطار الشراكة القائمة بين هذه المؤسسة السجنية ومركز القصبة للثقافة والفنون بزاكورة الذي ينظم الدورة السابعة للمهرجان الدولي للحكاية والفنون الشعبية.

وأبرز أروهان أن المؤسسة السجنية فتحت أبوابها للجمعية من أجل تنظيم ورشة في مجال الحكاية لفائدة نزلاء المؤسسة السجنية، لخلق الفرحة والسرور في صفوف النزلاء وبغية إعادة إدماجهم في المجتمع بصورة جيدة وحسنة.

من جهتها، عبرت الفنانة سيرينا غالانتي، في تصريح مماثل، عن سعادتها بالمشاركة في فعاليات هذا المهرجان وتقديم عرض فني بالسجن المحلي بزاكورة.

وأشارت إلى أن مشاركتها تندرج في إطار جولة فنية تقوم بها الفرقة المنتمية لفرع بلجيكا لمنظمة بهلوان بلا حدود منذ شهور في المدارس والمراكز الثقافية بالمغرب، بالتعاون مع عدد من جمعيات المجتمع المدني المهتمة بالأطفال وبالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

تجربة جيدة

من جانبه، اعتبر ليونيل بويير أن مشاركته في المهرجان تعتبر “تجربة جيدة”، مشيرا إلى أن تواجد الفرقة في المغرب مكنها من ولوج بعض المؤسسات المدرسية والسجن المحلي بمدينة زاكورة.

وتقام ضمن فقرات هذا الموعد الثقافي، المنظم بشراكة مع مجلس جهة درعة-تافيلالت والمجلس الإقليمي لزاكورة ووزارة الثقافة والاتصال والمكتب المغربي للسياحة، ورشات تكوينية في مجال الحكاية والفنون بعدد من المؤسسات التعليمية بالمدينة من أجل تقريب هذا الشكل الفني والفرجوي من التلاميذ والمبدعين الشباب.

وتشارك عدة دول في هذا المهرجان، من بينها بلغاريا وإيطاليا وفرنسا وكندا وبلجيكا وتونس ومصر، وذلك في إطار انفتاح هذه التظاهرة الثقافية والفنية على الخصوصية الثقافية لمختلف دول العالم.

ويتضمن برنامج المهرجان تقديم عروض فردية وجماعية للحكاية، مع تنظيم عروض للفنون الشعبية، وعروض مسرحية وفقرات احتفالية خاصة بالأطفال لتشجيعهم على الخلق والابداع، ودورات تكوينية للتعبير الجسدي وفنون القول في دور الشباب ودور الطالبات والسجن المحلي بزاكورة، وكذا كرنفال بمشاركة فرق فنية محلية ودولية، وجلسات “ليلة الحكي”، مع مشاركة العديد من الضيوف في تنشيط بعض فضاءات مدينة زاكورة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *