ع. ل -le12.ma

بعد سنوات طويلة صال فيها وجال خلف ميكروفونات الإذاعة والتلفزيون، مُعدّا ومقدّما عشرات البرامج والسهرات والتغطيات، داخل أستوديوهات المغرب وخارجها، في بلدان كثيرة منها الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية، صانعاً التميّز والتفرّد حيثما حلّ وارتحل، أعلن الإعلامي المخضرم عبد الرحمان العدوي أنه قد سلم مشعل التقديم التلفزيون لخلف كله طموح للسير على خطى السلف، بعدما أمضى فيها ما يربو عن 33 سنة من عمره. 

هكذا، إذن، وخلافا لما درجوا عليه منذ سنوات، لن يكون بمقدور متتبّعي آخر أشهر برامجه في التلفزيون المغربي، “قضايا وآراء”، مشاهدة مقدّمهم الشهير، بطلته المتفرّدة وصوته الجهوري، الذي يخترق القلوب قبل المسامع، في حلقة الليلة. 

وأكد الإعلامي المخضرم، الذي راكم  مسارا مهنيا متفردا في التلفزة المغربية في الرباط، ثم مديرا لمكتبها في واشنطن، قبل أن يخوض تجربة متميزة في “قناة أبوظبي”، ويؤسس، في الأخير، مجموعة شبكة “راديو بلوس”، أنه قرّر تسليم مشعل الإعداد والتنشيط والتقديم، حين قال إنه لن يلتقي مشاهديه في هذا الموعد، الذي ظلّ يلتقي فيه مع مشاهدي “القناة الأولى” طوال ثماني سنوات ونصف، شكّلت قسما يسيرا من مسار طويل وحافل في المجال، قضاه فارسا عزّ نظيره على صهوة الكلمات، ما بين أستوديوهات المغرب والولايات المتحدة الأمريكية والإمارات العربية.

وقال عبد الرحمان العدوي “بعد هذه المدة أظنّ أنه حان الوقت لتسليم المشعل لمنشّط آخر لكي أتمكن من أخذ قسط  من الراحة.. وأغتنم هذه المناسبة لأشكر المشاهدين الكرام على الوفاء لهذا الموعد ومتابعتهم ومواكبتهم له بالتعليقات وردود الفعل. كما أشكر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وعلى رأسها السيد فيصل العرايشي، والطاقم التحريري والتقني، وعلى الخصوص من حضرا معي ولادة هذا البرنامج واللذين بدونهما لا وجود لـ”قضايا وآراء”، محمد أوباها، المتواضع والخجول، والعزيز، المخرج القدير والخلوق، محمد بيداري.. وأضيف لهما الشاب أحمد اليعقوبي والشابة إيمان النقاش على دورهما القيّم في المواكبة والتحضير. كما أشكر جميع الضيوف الذين أغنوا هذا البرنامج بمشاركاتهم والذين أصبح جزء كبير منهم أصدقاء أعزّاء”.

بهذه الكلمات، إذن، التي تعكس مشاعر إنسانية في أصدق تجلياتها وتشي بتسلّح هذا الهرم بشيَم الكبار، بما فيها من اعتراف بزملاءَ له في مهنة المتاعب وبدورهم في دعمه ومساندته باقتراحاتهم واجتهاداتهم وحتى توجيهاتهم  كجنود خفاء لا يُقرّ بتضحياتهم وعطاءاتهم إلا الكبار، يسلم  هرمٌ آخر من كبار إعلاميي هذا البلد.. المشعل للشباب، فهل يكون الخلَف قادرا على حمل مسؤولية هذا المشعل بالتميز ذاته ونكران الذات ذاته وبالعطاء ذاته؟!.. نرجو ذلك على كل حال.

في انتظار إطلالة جديدة، كما وعدت، لترتحْ يا فارسَ الكلمة، فلكلّ فارس استراحةٌ مُستحَقة..لكن تذكر ان هناك  أكثر من “قضايا” تحتاج الى من  يدير  حولها بخبرتك  “آراء”.   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *