حسن العطافي
قال لي الصديق محمد سهيل، ذات مرة، إنه يطبق أسلوب الراحل عبد المجيد ظلمي.. ويعني بذلك عدم المشاركة في أي مباراة إلا إذا كان جاهزا وقادرا على العطاء. وأكد لي أن الراحل لم يكن يبالي بما يقال له ولا بمطالب الآخرين لحثه على المشاركة.
فلسفة الراحل ظلمي تتمثل في احترام الجمهور وتفادي الاصطدام معه، لأنه، حسب سهيل، إذا أساء اللاعب التعامل مع الكرة في لحظة من اللحظات فليس لديه ميكروفون ليشرح الأسباب للجمهور، الذي لا يريد معرفة أي شيء غير العطاء والبلاء الحسن على أرض الملعب.. أمّا أن يقول له من بعد إني ضحيت وكنت مريضا و… قد لا يصدّق وقد يعتبر ذلك مجرد تبرير، وحتى الذين حملوه على اللعب لن يدافعوا عنه ولن يقولوا نصف الحقيقة، فما بالك إذا تعلق الأمر بالحقيقة كاملة.
تذكرت هذا الأمر بعد اطّلاعي على ما قال حارس مرمى الوداد ياسين خروبي مدافعا عن نفسه بعد تعرضه لعدة انتقادات وحملة شرسة إثر اقصاء الوداد من منافسات كأس العرش بعد تعثره أمام ضيفه الجيش الملكي، إذ انتهت المواجهة لصالح الفريق العسكري بثلاثة أهداف مقابل هدف.
صحيح أنه لا يوجد فريق ملقّح ضد الهزيمة او الإقصاء، لكن بالنسبة إلى فريق اسمه الوداد البيضاوي فإن السقوط أمام الجمهور بالحصة المذكورة يعد كارثة.
لا أعرف خروبي شخصيا، لكنْ ألتمس له بعض الاعذار لأن ما قاله لن يكون مجانيا للصواب مائة في المائة، لكنْ تقع على عاتقه مسؤولية المغامرة، وسأعلل ذلك لاحقا.
لسوء خروبي لم يعاصر ظلمي ولم يطلع على فلسفته، التي أشرت إليها وإلا لما غامر، وربما كان وضعه أفضل، وقد نكون اكتشفنا ميلاد حارس مرمى كبير لو أتيحت الفرصة لزميله، الذي كان احتياطيا.
إذن كان في إمكان خروبي الاعتذار، خصوصا أن عدم مشاركة الحارس التكناوتي (الإصابة) هو مبرره، أيضا، وبالتالي كان مستبعدا أن يواجه أي مشكلة لو لم يلعب. كما أن الكثيرين ممن يعرفون حقيقة إصابته وحمَلوه على اللعب لم يتحدثوا عن إصابته ولم يتجشموا عناء الدفاع عنه.
تصرفات السابقين ينبغي أن تكون بمثابة نصائح للاحقين، ولو لم يعاصروهم.. أكيد أن خروبي لو عمل “بنصيحة ظلمي” سيكون في غنى عن مبررات ربما لن يأخذها أحد بعين الاعتبار، خصوصا أن خروبي لو تألق ما كان ليتحدث في الموضوع، لكنْ…