الرباط. جمال بورفيسي
في تطور مفاجئ، لما وصف بفضيحة سعد الدين العثماني مع ” كوسوفو” التي تهدد الحكومة بالسقوط الحر، طالب عبد اللطيف وهبي، عضو المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، و النائب البرلماني عن الحزب نفسه، من خلال سؤال شفوي عاجل وجهه لوزير الخارجية ناصر بوريطة، بتقديم توضيحات حول الأسباب الكامنة وراء ما سماه بـ “التضارب في مواقف الدبلوماسية الرسمية “، في إشارة إلى إعلان وزير الخارجية ناصر بوريطة، عدم اعتراف المغرب باستقلال إقليم كوسوفو عن صريبا، وورطة رئيس الحكومة، من خلال لقائه بمسؤول عن هذا الإقليم، على هامش انعقاد الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، بنيويورك.
وجاء سقوط العثماني في هذه الورطة، بعد مرور أربع سنوات على ارتكابه خطأ دبلوماسيا فادحا على إثر لقائه بـ”إخوان” الكويت في سنة 2013، والذي كلفه منصبه الحكومي على رأس وزارة الشؤون الخارحية والتعاون، خلال حكومة الإسلاميين الأولى.
وظهر ارتباك العثماني، في إعلانه عن لقائه بالمسؤول الكوسوفي، عبر نشر تغريدة على “تويتر”،أكد فيها أنه التقى”مسؤولاً من كوسوفو يشارك في أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة” . بيد أنه بعد ما أدرك حجم الخطأ الذي ارتكبه، بادر إلى تصحيحه من خلال تدوينة جديدة، نفى فيها أن يكون التقى إراديا بمسؤول من كوسوفو أو تحدث إليه في قضايا تهم العلاقات بين البلدين، زاعما أن”شخصاً من كوسوفو فرض حضوره عليه”.
وأكد العثماني”موقف المغرب الثابت بخصوص كوسوفو، فهو لا يعترف بها وليست له علاقة معها”.
موقف العثماني، أثار ردود فعل مٌنتقدة لدى الطبقة السياسية والمتتبعين للشأن الدبلوماسي والسياسي الوطني، بالنظر إلى التداعيات السياسية المحتملة للقائه بوفد من كوسوفو، خاصة بالنسبة إلى القضية الوطنية الأولى للمملكة.
يشار إلى أن سعد الدين العثماني، سبق أن وضع حكومة عبد الإله ابن كيران، في موقف حرج، بعد لقائه بقياديين من تنظيم الإخوان المسلمين جرى بالكويت على هامش اجتماعات اللجنة المشتركة الكويتية المغربية مابين الـ18و19 يونيو من سنة 2013.
وعزا العديد من الملاحظين والمتتبعين للشأن السياسي الوطني، مغادرة العثماني للحكومة في التعديل الذي خضعت له، إلى لقائه بإسلاميي الكويت.