عبدو المراكشي -le12.ma

مرة أخرى، وفصول معمعة “المدلّكة” الباريسية مازالت طرية في الأذهان، وجد “الأخ” محمد يتيم، وزير التشغيل، عن حزب “اللامبة” الحاكم، نفسه في قلب عاصفة إعلامية وجدل واسع في مواقع التواصل، بعدما “سقطتْ منه سهواً” صورة ذات إيحاءات جنسية في صفحته في فيسبوك.

ورغم أن “الأخ” يتيم سارع كما عادة الإخوان إثر كل سقطة من هذا النوع- إلى “المعزوفة” الكلاسيكية بـ”نفي” أي صلة له بالصورة “العارية” للجسد الأنثويّ الذي ظهر في صفحته في وضعية مثيرة و”مشهّية”، فإن ذلك لم يشفع له في إقناع نشطاء مواقع التواصل بـ”براءته”. ونشر يتيم ما عنونه بـ”توضيح”، باسم الوزارة التي يرأسها، في عذر أقبح من “زبلة” لعدة اعتبارات، لعل أهمّها أن الصورة نُشرت في حسابه الخاص بينما صدر التوضيح باسم الوزارة. وقد جرّ عليه ذلك أول الانتقادات، فتساءلت إحدى هؤلاء “ما علاقة الوزارة بالحساب الشخصي للوزير اليتيم؟ لماذا يسخّر المؤسسة التي يشرف على تدبيرها لتكذيب شأن يتعلق بـ”شخصه”؟.. وتابعت أن تصريف القضايا الخاصة- الشخصية لا يكون باستغلال المؤسسات العامة! وهذه ليست أول مرة يتم فيها الخلط بين الخاص والعام في أمور شخصية لبعض قيادات الـ”بيجيدي”…

وإذا كان “سعادة” وزير الشغل والإدماج المهني قد قال في توضيحه “الرسمي” إنه “فوجئ” كما أعضاء في ديوانه بتنبيهات أصدقاء صفحته إلى “تسلل” الصورة المخلة إلى حائطه الشخصي “بطريقة مجهولة”، فإن كثيرين لم يعودوا يتفاجؤون في الحقيقة بالسلوكات الصبيانية ليتيم، بحكم سوابقه (وبعض الأسماء “الوازنة” في حزب لامبة) في إطار مساعيهم التي صُنّفت ضمن عودة الشيخ إلى صباه.

وما يعضّد موقف رواد مواقع التواصل أن “سقطة” يتيم ليست الأولى (ولن تكون الأخيرة في الغالب) التي تفضح هذه “اللهطة” المتأصّلة لدى بعض “الإخوان” على الجنس الناعم… فقبل شهور فقط صنع هذا الوزير الحدث بطريقت الخاصة وهو يتسلّى بعيدا عن مهمته التي يتقاضى عليها أجرا يُقتطع من قوت دافعي الضرائب المغاربة، بـ”شغل”، من نوع آخر فضح شخصية الانتهازية والمقنَّعة لهذا “الشيخ” الذي يحاول جاهدا العودة إلى “صباه”.

وإذا كان محمد يتيم، الرئيس السابق لحركة الإصلاح، “ينظّر” للحركة في مجالات عديدة، بل له كتاب في الموضوع تحت عنوان “العمل الإسلامي والتغيير الحضاري”، فإن سلوكاته في الخفاء تعكس تغييرا من نوع آخر، يتمثل في “قلب الفيسْتة” وفق بوصلة المصالح الذاتية والنزوات الدنيوية الفانية، التي أعطت السقطة الجديدة تعطي “صورة” واضحة عنها..

والحقيقة أن “الإخوان”، بخلاف خطابهم “الرسمي” الغارق في الطوباويات والمثالية، صاروا بعيدين جدا عن إقناع ما تبقّى من المغاربة الذين “وثقوا” في خطاباتهم المعسولة، التي أوصلتهم إلى قيادة الحكومة.

وبما أن السخرية في مواقع التواصل باتت واحدةً من الأسلحة القليلة التي ما زال بإمكان المغاربة اللجوء إليها في مواجهة تناقضات الإخوان بين التنظير والممارسة، فإنهم لا يفوّتون الفرصة لـ”الشدّان” فيهم إثر كل سقطة فاضحة. وفي إطار سقطة الوزير اليتيم الجديدة علّق أحدهم مقارناً بين شكل الجسد الأنثوي العاري وبين “شعار” حزب البيجيدي. وكتب هذا الناشط معلقا على زبلة يتيم “ما كاين والو.. غي السيّد نقصْ لو النظرْ بكثرة السّفر الروحي ويحساب لو تصويرة د اللّامبة!”..

إذن، واصلْ سفرك “الرّوحي”، في خاطْرك يا شيخَنا اليتيم وعُدْ إلى صباك كما تريد، ولو بـ”صورة” مشتهاة عن الحور العين في.. هذه الدنيا الفانية… والله المستعان، ما بقى ما يتّقالْ!

طوال هذا المسار، الموسوم بالوصولية والحفْر والحروب، ظل يتيم يبرّر أفعاله ومواقفه، وحتى أخطاءه وخطاياه. وليس التبرير الذي قدّمه بخصوص لَعِب ابنه القمار من خلال “البوكر”.

وليست ببعيدة عنا أيضا تبريراته، كما إخوانه في البيجيدي، للاختيارات والمواقف المناقضة للشعارات التي رفعوها أثناء الحملة الانتخابية وكذا لمواقفهم السابقة بخصوص مجموعة من القضايا، التي غيّروا آراءهم ومواقفهم بخصوصها 180 درجة دون ذرّة من خجل أو تأنيب ضمير.

” مثل مغربيّ بدلالات عميقة لعلها تجد تجسيدها الأمثلَ في “حالة” يتيم، التي تبعث على الشّفقة أكثر من أي شيء آخر. لقد فضحت “سقطة” يتيم فصلا آخر من مسلسل سقوط حُرّ يعيشه حزب البيجيدي، في ظل تناسل فضائحهم المرتبطة بالجزء السفلي من أجسادهم، والتي برهنوا -سقطة بعد أخرى- أنهم مستعدّون لأيّ شيء من أجل “تجديد الدماء” في عروقهم اليابسة ولو كان ذلك على حساب العشرة و”المْلح والطعامْ”..

ودون أن نحاول حتّى أن نتخيل الوضع النفسي لزوجة يُتخلّى عنها، هكذا بكل بساطة، وتُرمى إلى الهامش، بعد رحلة عمر اقتسمتها، بحلوها ومرّها، مع شخص أثبت لها  لنسيان كلّ شيء في سبيل نزوة عابرة، يكفي أن نستحضر “مواقفَ” سابقة ليتيم لنعرف أي صنف من الناس هو.

وكلنا يذكر صمته ازاء  مباركة اخوان المغرب للقرضاوي اقترانه بمغربية في عمر أصغر بناته، و تجاه عرفية زواج الجميلة فريتس من المتغول الاخواني صحفي الجزيرة احمد منصور وصديق حامي الدين وتوفيق بوعشرين، الموجود خلف القضبان في ملف الاتجار بالبشر، لنكوّن فكرة عن الميول الشاذة لهذا “القيادي” في حزب البيجيدي وذراعه الدعوية…

هكذا، إذن، وبدل الانكباب على بحث سبل تغيّر حقيقي ينعكس إيجابا على المغاربة ويخرجهم من عنق الزجاجة التي أدخلتها فيها حكومة عاجزة تماما، انبرى وزيرنا في الشغل، لقضاء مصالحه الخاصة ونزواته الصبيانية، ساعيا إلى التّغير الذي برَع فيه كل وصوليّ وانتهازي.. تغيير الجّلابة والبلْغة بالكوستيم والكرافاطة.. تغيير أكلة الكْرعين في باب الحدّ بأكلات “الهايْ كلاسْ” في الفنادق والإقامات الفاخرة؛ ثم، وهذا هو الأهمّ، تغيير الجّلدة والتنكر لعشرة العمر من أجل..   

كأستاذ لمادة الفلسفة، تابع يتيم دراسته العليا، وهو قيادي ومنظر لـ”جمعية الجماعة الإسلامية” سابقا و”حركة الإصلاح والتجديد” لاحقا. وأثناء مناقشة بحث التخرج للحصول على دبلوم الدراسات العليا، تعرّض لانتقاد شديد من لجنة المناقشة، التي لم يحصل منها على تقدير يتناسب مع “مكانته” كمنظر “لا يشقّ له غبار” لحركة دعوية. لكنّ استفاق من توهّماته عندما أُجبر على مناقشة منظّرين حقيقيين من قبيل محمد عابد الجابري وغيره.

بعد هذه “الصفعة”  التي تلقاها يتيم على يد لجنة المناقشة، شرع، من جديد، يتباكى مدّعيا أنه “يستحق تقديرا علميا محترما”، مبرّرا سقوطه بأن “اللجنة ضمّت أساتذة علمانيين وحاقدين على المشروع الإسلامي”، ولهذا “هوجم” من قبَل لجنة المناقشة، التي “بخلت” عليه بميزة مشرّفة.

هذه لمحة موجزة عن يتيم وقصته مع التبرير والتسويغ والتباكي لتسلق الدرجات، إلى درجة أنه استحقّ -عن جدارة- لقب “آية الله التبريري”… او ان شئت قل “الفقيه العلامة الرهباني”.

***

“لو كنت وزيرا ..سأنشر تلك الصورة ..اش فيها؟

انشرها بلا حرج..واتحمل التبعات..عادي..عاد.. لكنني لست وزيرا طبعا..

المعذبون في الأرض..من يشتهي شهوة ومتعة ثم  ينكرها..يقمعها..يمارسها سرا في الظلام..”.. حسب تدوينة في الموضوع للصديق عمر أوشان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *