جواد مكرم

يبدو أن الحرب داخل حزب الأصالة والمعاصرة واحدة ومعاركها متعددة الجبهات، هذا ما تؤكده مقررات قيادة الحزب، التي اجتمعت أمس في فيلا طريق زعير بالرباط، عندما فتح رفاق حكيم بنشماش معركة التمويلات الغامضة في وجه الإخوة/ الأعداء داخل “نداء المستقبل”.

فبينما اعتبر المكتبان، السياسي والفيدرالي، أن كل اللقاءات التي تقام باسم ما وصفاه بـ”اللجنة التحضيرية المزعومة” لا شرعية لها ولا أساس قانوني لأشغالها، سيقول رفاق بنشماش في بلاغ رسمي، إنها”مناسبة لإعادة طرح السؤال عن مصادر تمويل هذه اللقاءات التي تقام خارج قواعد التدبير المحاسباتي والمالي، الذي تخضع له الأحزاب السياسية وفق القوانين الجاري بها العمل”.

وتابع المكتبان السياسي والفيدرالي، وهما يضعان أيديهما في عش دبابير مصادر التمويل، القول في هذا الصدد: “ناهيك عما تطرحه (مصادر تمويل) من علامات استفهام عن الجهات التي لها مصلحة في صرف كل هذه الأموال لتهريب وتزوير إرادة مناضلات ومناضلي الحزب، وتشويه موقعه في الحقل السياسي الوطني”.

ويأتي فتح جبهة مصادر التمويل داخل حزب الأصالة والمعاصرة في ظل تحضير رفاق بنشماش للمؤتمر الرابع للحزب وإعلان “نداء المستقبل”، بدوره، عزمه على تنظيم المؤتمر الرابع. وبين هذا وذاك، أكدت مصادر صحيفة “le12.ma” أن نفقات تمويل هذا المؤتمر ستكلف نحو 7 ملايين درهم في الأدنى، أي 700 مليون سنتيم… وهو ما يدفع إلى التساؤل حول مدى اختراق المال الوسخ حزبَ البام من عدمه، خاصة أنه يضم بين ثناياه كائنات سياسية مشبوهة الثروات..

جدير بالذكر أن حزب الأصالة والمعاصرة، في ظل احتدام الصراع الداخلي بين صقوره، بات مهددا بالانشقاق، ما لم ينزل وحي من سماء الحكمة، يعيد بناء حزب يعد ثانيَ قوة برلمانية في المغرب، ليطهره من محترفي ”الشعوذة السياسية” و”الانتهازية المقيتة” و“أكل السحت”، وغيرها من الموبقات التي تناقض الخطب الملكية حول تخليق العمل السياسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *