لقد ادّعت “بومة الإخوان” توكل كرمان، أن “المظاهرات تقترب من القصر”، وأن “ربيعاً جديداً يلوح من المغرب الهادر الثائر”، حتى ليكاد متلقّي “النعيق” أن يلمس فيه رغبة مرضية في رؤية الخراب يتمدد من بلد إلى آخر.
جواد مكرم -le12
لا يكاد يمر حدث في العالم العربي إلا وتطل علينا “بومة الإخوان” توكل كرمان بتدوينات مسمومة تحمل خليطاً من الوهم والإيديولوجيا المعلبة.
آخر صرخاتها الافتراضية، التي لا تفرق شيئا عن “نعيق الغربان” كانت استهداف المغرب، أرض الاستقرار.
لقد ادّعت أن “المظاهرات تقترب من القصر”، وأن “ربيعاً جديداً يلوح من المغرب الهادر الثائر”، حتى ليكاد متلقّي “النعيق” أن يلمس فيه رغبة مرضية في رؤية الخراب يتمدد من بلد إلى آخر.
هذا ليس بغريب، فهو ديدن الإخوان، في كل زمن وفي كل مكان، لا يهنأون حتى يستمكن الدمار والخراب والدم والظلام والإجرام…
المثير للسخرية أن كرمان، التي نالت يوماً ما جائزة نوبل للسلام، تحولت إلى رمز للتحريض والتجييش الإلكتروني، حتى صار من الأجدر أن تُمنح جائزة “نوبل للظلام ونعيق الغربان” بدل “نوبل للسلام”.
فبأي منطق تتغنى بالسلام وهي تمجّد الفوضى؟ وأي مصداقية تبقى لخطابها وهي ترفع شعار الديمقراطية بلسان، وتصفق للانهيار والفوضى بلسان آخر؟.
المغاربة لا ينتظرون دروساً من ناشطة مأزومة تمثل تياراً فكرياً ظلامياً هو الإخوان المسلمون.
هذا التنظيم الذي لم يترك وراءه سوى دول منهكة وشعوب ممزقة واقتصادات مدمّرة، ويجب اليوم أن نجهر جماعيا بأن ما تعيشه بلادنا من خصاص مهول في مجمل الهياكل المجتمعية مما يجعل من عمليات الإصلاح والإنقاذ، التي تقوم بها الحكومة، تنتابها بعص التعثّرات بفعل التركة الفادحة التي تركها التدبير الحكومي لإخوان بنكيران على مدى ولايتين متتالينين ذاق فيهما الشعب الويلات ومرارات السياسات الإخوانية الفاشلة.
إن فكر كرمان، سواء في صنعاء أو في الرباط، ليس إلا نسخة مستهلكة من خطاب الإخوان: التحريض على إسقاط الأنظمة، والاستثمار في الدماء، والمزايدة بالشعارات الكبرى دون أي مشروع حضاري أو تنموي حقيقي!!!.
المغرب ليس ليبيا ولا اليمن ولا سوريا؛ هو بلد بمؤسسات دستورية راسخة، وبشعب يعرف جيداً أن الملكية بالنسبة له خط أحمر، رمز وحدة وسيادة واستقرار المغرب الذي يسع سقفه لكل المغاربة.
وإذا كانت كرمان تحلم بتصدير فوضى “الربيع” من جديد، فلتنظر أولاً إلى حال بلدها اليمن، الذي حوّله مشروعها الإيديولوجي إلى مقبرة للأحلام والآمال بعدما تحوّل حال الإخوان المسلمين إلى حشم وخدم للولي الفقيه بإيران وأهدوا اليمن السعيد لـ”الوثيين” الظلاميين الإرهابيين.
المغاربة يعرفون تماماً أن من يتحدث باسم الحرية والديمقراطية لا يمكن أن يكون أسيراً لتنظيم دولي يضع الولاء للتنظيم فوق الولاء للأوطان.
وتوكل كرمان، وهي إحدى واجهات هذا التيار برتبة “بومة الإخوان”، لم تفعل سوى كشف حقيقتها: ناشطة تبحث عن ضوء مفقود، تتغذى على خراب الآخرين، وتتصيّد كل فرصة لزرع بذور الشقاق حيثما كان.
وليس غريباً أن يتحول خطابها إلى أضحوكة بين المغاربة: فمن يعتبر نفسه وصياً على الشعوب من وراء شاشة حاسوب في إسطنبول أو الدوحة، لا يدرك أن المغرب بوعيه التاريخي والسياسي لا ينتظر وصاية من أحد، خصوصاً من بقايا “ربيع عربي” لم يخلّف سوى الخريف اليابس.
لكل ذلك، نقول لتوكل كرمان ولتيارها الإخواني: المغرب عصيّ على وصفات الخراب، ملكه وشعبه ومؤسساته أقوى من شعاراتكم المستهلكة.
وإن كان لكم ربيع، فقد ذبل في اليمن ومصر وتونس، ولم يبقَ منه سوى أطلال. أما المغرب، فله إنجازاته وانكساراته، له أحزانه وأفراحه، له آماله وأحلامه، وله أساسا بشائر مستقبله، فهو ربيع دائم، يصنعه أبناؤه بالحوار والإصلاح والاستقرار، لا بنعيق الغربان ولا بتغريدات “بومة الإخوان”!!!.
تبقى الإشارة إلى أن انطونيو غوتشيريس، الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، ضرب في تصريحه الداعم لمقاربة حكومة المغرب في تدبير إحتجاجات جيل زد، «شوكة» داء السعار في مؤخرة إخوان كرمان توكل، في المغرب وخارجه.
إيوا نوضوا على سلامتكم
