في تفاعل صريح مع الحراك الشبابي الأخير، أعلن حزب التجمع الوطني للأحرار عقب اجتماع مكتبه السياسي في الرباط، عن التزامه الراسخ بالاستماع والتفاعل مع المطالب الشبابية المشروعة التي تتركز أساساً على تحسين القطاعات الاجتماعية كـالصحة والتعليم والتشغيل.
إ. لكبيش / Le12.ma
عقب اجتماع مكتبه السياسي اليوم الأربعاء في الرباط، أعلن حزب التجمع الوطني للأحرار عن التزامه بالاستماع والتفاعل مع التعبيرات والمطالب الشبابية، معبرا في الوقت ذاته، عن رفضه التام لاستغلال هذه الاحتجاجات لممارسة العنف.
مطالب مشروعة والحاجة لتسريع الإصلاحات
أوضح محمد شوكي، رئيس فريق الحزب بمجلس النواب، أن الاجتماع تضمن نقاشًا جديًا ومسؤولًا حول الاحتجاجات الشبابية الجارية ومطالبها التي وصفها بـالمشروعة، خاصة في القطاعات الاجتماعية وفي مقدمتها الصحة.
وأشار شوكي إلى أن موقف الحزب ينسجم مع بيان رئاسة الأغلبية الذي أكد استعداد مكونات الأغلبية والحكومة للإنصات وفتح قنوات الحوار مع الشباب.
ومع إقراره بأن الحكومة قدمت عرضًا مفصلًا حول مسار الإصلاحات، أكد شوكي أن النقاش داخل المكتب السياسي تناول أيضًا استمرار وجود اختلالات في الخدمات والبنى التحتية الصحية.
وشدد على أن الوعي بأن الإصلاحات تستغرق وقتًا لا يلغي الحاجة الملحة إلى تحسين ظروف الاستقبال وجودة الخدمات الصحية بأسرع وقت ممكن.
الإصرار على الإصلاحات ورفض العنف
من جانبه، أكد أنيس بيرو، عضو المكتب السياسي، أن الحزب استلهم في اجتماعه روح المسؤولية العالية وضرورة الإنصات لطموحات الشباب التي تطالب بتحسين قطاعات الصحة، التعليم، والتشغيل، وهي الأولويات التي يركز عليها البرنامج الحكومي للحزب.
وأشار بيرو إلى أن التفاعل مع مطالب الشباب يزيد من إصرار الحزب على مواصلة وتسريع وتعميق الإصلاحات التي بدأتها الحكومة، داعيًا إلى فتح المجال أكثر أمام الشباب المغربي للمشاركة في بناء هذه الإصلاحات.
وفي سياق متصل، ندد بيرو بشدة بأعمال العنف والتخريب التي شابت بعض الاحتجاجات، مؤكدًا أنه “لا يمكن لأي مغربي أن يقبل استغلال هذه الطموحات الشبابية في العنف أو الإضرار بالممتلكات”.
وشدد على أن الحزب يختار التفاعل مع الشباب في إطار الإصلاح والبناء، داعيًا الجميع إلى العمل المشترك لبناء الثقة ومنح الأمل للشباب.
التفاعل الإيجابي مع مطالب الشارع
أوضحت زينة شهيم، عضو المكتب السياسي، أن الاجتماع ناقش الأحداث الأخيرة والتعبيرات الشبابية التي تحمل مطالب مشروعة.
وأكدت أن الحزب تابع باهتمام ما عبر عنه الشباب على المنصات الرقمية، ما دفعه إلى إعطاء أهمية خاصة للاستماع والتفاعل مع هذه المطالب عبر الانفتاح على فئة الشباب من خلال منظماته الموازية.
كما أشارت شهيم إلى أن الحزب لا يكتفي بالإنصات بل يعمل على توضيح وشرح ما تم إنجازه حكوميًا في القطاعات الاجتماعية، مؤكدة أن هذه القضايا تتطلب إصلاحات عميقة ومتواصلة.
واعترفت بأن الطريق ما يزال طويلًا رغم بدء الإصلاحات، مما يستدعي مجهودات إضافية لتسريع وتيرة الإنجاز، مشددة على أن التفاعل سيتم في إطار سلمي وبروح إيجابية لتعزيز الثقة المتبادلة.
الإصلاح يسير في الطريق الصحيح
ومن جانبه عبر لحسن السعدي، عن سعادته باهتمام الشباب المغربي بالقطاعات الاجتماعية المهمة، خاصة قطاع الصحة الذي يعاني من “اختلالات وتراكم بعض الممارسات السلبية”.
كما أكد على ضرورة الاستماع إلى صوت الشباب، ودعا إلى فتح قنوات الحوار والتواصل معهم، مُثَمّنًا مستوى مداخلاتهم الفكرية وغيرتهم على القطاع الصحي.
وأقر السعدي بأن القطاع الصحي “يحتاج إلى إصلاحات جذرية” تشمل البنية التحتية، والموارد البشرية، وطريقة الحكامة في التدبير، مشيرا إلى أن الإصلاح يسير في الطريق الصحيح ولكنه يحتاج إلى وقت.
وأشار إلى أنه قد تم توجيه طلب إلى وزارة الصحة من أجل تسريع مجموعة من الإجراءات التي يجب أن يلمسها المواطن فوراً، مثل توفير الأطباء والأدوية والتجهيزات الأساسية.
كما أكد السعدي أن الحكومة تمد يدها لهؤلاء الشباب من أجل الإنصات لأفكارهم ومقترحاتهم من أجل بناء مغرب الغد، كما دعاهم إلى الانخراط في الحياة السياسية، مؤكداً أن تدبير هذه القطاعات لا يكون إلا عبر صناديق الاقتراع.
وحذر السعدي من الجهات التي تريد استغلال هذه المطالب المشروعة للشباب من أجل الإساءة إلى الوطن”، مؤكداً في الوقت نفسه على أن الشباب ليس في نيتهم “تخريب البلاد أو القيام بأعمال العنف”.
سياق الاحتجاجات
تأتي هذه المواقف في ظل حراك احتجاجي انطلق في عدة مدن مغربية منذ نهاية الأسبوع الماضي، بقيادة “جيل Z” عبر دعوات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي.
ورفعت الوقفات والمسيرات، التي جرت بشكل متزامن في مدن كبرى مثل الرباط والدار البيضاء، شعارات تطالب بالحق في الصحة والتعليم والشغل.
