في هذا المقال يكتب الناشط الحقوقي عبد الواحد درويش، من زواية الشاهد عن وقفات «جيل Z» تحت عنوان «شيء ما ليس على ما يرام».
لنتابع
*عبد الواحد درويش
عشية هذا اليوم ( السبت)، مررت بشارع محمد الخامس قبالة مقر البرلمان بالرباط. كان ذلك مباشرة بعد تفريق وقفة دعت إليها حركة تسمى GenZ قالت إنها تدعو للاحتجاج على تردي الأوضاع الصحية والتعليمية وضد تفشي الفساد. الرباط واحدة من المدن التي عرفت اليوم تنظيم هذه الوقفات الاحتجاجية..
السلطات كانت في وقت سابق أصدرت قرارات بمنع هذه الوقفات في العديد من المدن.
أول ما استرعى انتباهي في هذه التظاهرة المنظمة بالرباط هو أن أغلب المشاركين فيها هم شباب الجامعات وكثير منهم يشبهون أولئك الشباب الذين عادة ما تمتلئ بهم الفضاءات التي كانت تنظم فيها سهرات مهرجان “موازين” وخاصة منها سهرات المغني الشهير “طوطو”..
لكن، وبعدما بدأت الاعتقالات في صفوف المحتجين الذين كانوا رفضوا الامتتال لأوامر المنع التي أصدرتها السلطات، رصدت عيناي بعض الوجوه السياسية اليسارية المألوفة تخرج من أزقة مظلمة لإعطاء تصريحات لوسائل الإعلام، وسرعان ما تم الإنتباه إليها من قبل السلطات وتم اقتيادها بهدوء إلى الصطافيتات ..
مررت قرب فندق “باليما” وكادت الأمور تتطور معي لعواقب وخيمة لولا انتباه أحد ما كان يعرف أنني وجه مألوف في هذا الشارع بحكم عملي .. تم الإعتذار لي بلطف شديد، وغادرت المكان.
بعدما غادرت هذه الأجواء، قلت مع نفسي: شيء ما ليس على ما يرام في هذا الأمر..
كنت وددت أن أحظر حفلا فنيا ينظم في تلك الأثناء من قبل وزارة الثقافة بالموقع الأثري “شالة”، وكنت أردت أيضا أن أهنأ صديقا شابا انتخب لتوه في مؤتمر شبيبة حزب الأصالة والمعاصرة، كما كان لي موعد مع صديق إتحادي أراد أن يحدثني عن المؤتمر الوطني المقبل لحزب الإتحاد الاشتراكي والذي إعتذرت له لتزامن الموعد الذي اقترحه مع موعد لقاء حددته مسبقا مع صديق صحفي.
وفي الأخير قررت البقاء في أزقة وشوارع وسط الرباط أتابع هذه الأجواء البئيسة التي تلقي بضلالها الخريفية على شارع محمد الخامس ..
شيء ما ليس على ما يرام .. قلت مع نفسي.
*ناشط حقوقي
