التويجر
ا

محمد التويجر: إذاعي ومؤلف رياضي

 

بون شاسع بين المروجين للخطب الوردية المفرطة في التفاؤل بكون منظومة كرة القدم المغربية بدأت تجني ثمار عوالم الاحتراف وواقع الحال، الذي لا يلمس حقيقته إلا من اعتادوا الاشتغال وسط أوحاله ومعاينة تجليات إفلاسه في ملاعبنا الوطنية.

فباستثناء ملاعب المدن الكبيرة، المعدودة على رؤوس الأصابع، فإن القاسم المشترك بين غالبية الملاعب الأخرى افتقارها إلى أدنى شروط الممارسة، ولكم في الصورة الملتقطة من ملحق الأب جيكو، الذي بات إغلاق أبوابه سنّة سنوية… أوساخ وقش وأوراق متناثرة هنا وهناك، دون الحديث عن أشياء أخرىى “أعز الله قدركم”. 

الاذاعي عادل العلوي يؤدي مهمته في ظروف ماسة بالكرامة
الاذاعي عادل العلوي يؤدي مهمته في ظروف ماسة بالكرامة

وددت إعلان تضامني مع زميلي عادل العلوي والتقني المرافق يونس التهلي واحتجاجي معهما عن ظروف العمل المزرية، فوجدت نفسي منشغلا ايضا بأجواء ملعب “الصخور السوداء”، الذي احتضن مباراة الاتحاد البيضاوي والكوكب المراكشي.

المنصة ضاقت بآلاف الأنصار من كلا الفريقين. ويبدو أن العشرات من رجال الامن فوجئوا بهذه الحشود، وما يفسر ذلك عجزهم عن الحفاظ على المنطقة العازلة الفاصلة بين الجمهورين واكتفائهم بالتفرج، قبل أن يتدخلوا متأخرين، بعدما صار التراشق يالقنينات والاحجار أيضا مكثفا. وما زاد الوضع ارتباكا، وضع الصحافيين في المكان ذاته دون توفير شروط حمايتهم، وهم المذعنون لقرار حكم اللقاء ومندوب الجامعة بضرورة مغادرة رقعة الملعب، تنفيذا لمذكرة سالفة أمام أحجار طير الأبابيل اضطررنا إلى متابعة الجولة الثانية من خلف السياج، في وضع يجعلك تندم على أول يوم قررت فيه مزاولة مهنة الصحافة الرياضية..

وحتى حين انتهاء المباراة، فوجئنا ببعض رجال الأمن المدنيين يمنعوننا من ممارسة حقنا في أخذ تصريحات ما بعد المباراة، بدعوى انها تعليمات مسؤولهم الكبير.

بعد ملاججة وتمسك بحقنا المشروع، فُتحت أمامنا أبواب الملعب بعدما غادره اللاعبون ومدرب الكوكب، هشام الإدريسي، ما اضطرنا إلى الوقوف قرب المستودع المراكشي قرابة عشرين دقيقة.

نتفهم انشغال هشام بآثار هزيمة استهلال موسم يعني الكثير له ولجماهير مراكش، لكن ما لا نستسيغ تجاهل الجامعة إلزامية الندوات الصحافية البعدية وتمكين القنوات المالكة للحقوق التلفزيونية والإذاعية من تصريحات في ظروف تحفظ للصحافيين كرامتهم وتقدّر مهنيتهم.

خلاصة القول.. الاحتراف سراب، وتحويله إلى واقع معيش يتطلب إرادة فعلية ممن يتحكمون في اللعبة من خلف ستار.. وعلى جمعيات الصحافة الرياضية، بكل تلاوينها، الاتحاد في خندق واحد لإيقاف هذا العبث، بدل التلاسنات والبلاغات التافهة والوفاء لحضور حفلات خمس نجوم.

قالوا زمان: النهار الزين يبان من صباحو…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *