إعداد: إلياس خلفي

 

التدبير الميسر، الخدمة المنزلية، والصيانة متعددة التقنيات والخدمات، كلها عبارات يستخدمها باستمرار المقاول الشاب رضوان أغودال في حديثه عن مجالات اشتغال شركته الناشئة التي يطلق عليها “ألوبريكول”، هذه المقاولة المغربية ذات التوجه الاجتماعي القوي التي تقدم خدمات في مجالات متنوعة من قبيل التنظيف، والبستنة، والكهرباء والسباكة أو حتى تكييف الهواء.

قرر رضوان الذي يزاوج بين إتقان تكنولوجيا المعلومات والشغف بعالم المقاولات، إنشاء منصة رقمية لجعلها رافعة للإدماج الاجتماعي ومكافحة العمل غير المهيكل. وبفضل التزامه الثابت، لم ينتظر طويلا لتحقيق النجاح.

رقم معاملات

وهنا، يشير رضوان إلى أن رقم معاملات “ألوبريكول” حقق ارتفاعا يفوق 30 بالمائة في سنة 2018 مقارنة بـ 2017، وبأزيد من 750 في المائة مقارنة مع 2014″، موضحا أن هذه الأرقام تخص مدينة الرباط فقط.

وتابع قائلا “أدركت بشكل سريع فرص الاستثمار التي تمنحها هذه الشركة الناشئة التي ترتكز على نموذج يجمع بين اقتصاد تعاوني، وتكنولوجيا تفاعلية وأثر اجتماعي مضمون”.

وفي الواقع، يشكل الاقتصاد غير المهيكل عبئا ثقيلا، لاسيما بالنسبة للاقتصادات الصاعدة والسائرة في طريق النمو، حيث أن له من جهة، تأثير سلبي على المالية العمومية، ومن جهة أخرى، فهو عامل يؤدي إلى تكريس الهشاشة والفوارق الاجتماعية.

وباعتباره خبيرا في المجال، قام مؤسس الشركة الناشئة بتفكيك هذه الإشكالية بشكل دقيق، مؤكدا في حوار لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “الاقتصاد غير المهيكل هو خسارة كبيرة للقيمة المضافة للمجال، من حيث إحداث الثروة، ومن حيث الموارد البشرية التي لم يتم استغلالها بشكل صحيح، وحتى على المستوى الاجتماعي، وأيضا فيما يتعلق بالجانب الجمالي للمدينة”.

وقبل تصميم هذه المنصة، لاحظ العديد من الاختلالات التي تؤثر على ممارسة المهن الحرة، منها الهوة بين حاجة المنطقة والخبرات المتاحة، وعدم بروز الكفاءة المحلية أمام المشغلين (المقاولات الكبرى) التي تستقر بالجهات، بالإضافة إلى عدم ظهور الكفاءة فيما يتعلق بالفرص المستقبلية للجهة.

كما يرى أن “عدم فعالية الإجراءات التي اتخذتها مختلف المؤسسات لحل إشكالية التشغيل”، راجعة بالأساس إلى “عدم وجود هدف مشترك و عمل منسق”.

فكرة “ألوبريكول”

وتبرز فكرة “ألوبريكول” لتقديم إجابات ملموسة على هذه الوضعية. ومنذ إطلاقها سنة 2014، فهي تعتمد على مفهوم بسيط وفعال: توفير منصة رقمية مبتكرة لتسهيل الولوج إلى الخدمات التقنية في الحياة اليومية.

ويعتمد نموذج “ألوبريكول” على ثلاث ركائز أساسية: ضمان أفضل خدمة للزبناء (المقاولات/الأفراد)، تعزيز الخبرة المحلية (حرفي، أو مقاول خاص أو مقاولة صغرى)، والمساهمة في التنمية المجالية من خلال التصدي للقطاع غير المهيكل والبطالة.

وخدمة للكفاءات المحلية، سواء كانت الشباب العاطل عن العمل أو الحرفيين أو أرباب المقاولات الخاصة، تلتزم ألوبريكول بالارتقاء بمهاراتهم ودمجهم في السوق المحلية.

وأضاف رضوان “تحول الحرفيون الذين كانوا يعملون لحساب أفراد عاديين فقط اليوم إلى مقاولين يعملون لحسابهم الخاص أو إلى أرباب مقاولات خاصة يقدمون خدماتهم للمقاولات الكبرى والسفارات والأبناك وغيرها”.

ويضمن نظام “ألوبريكول” الإدماج الاقتصادي والاجتماعي للكفاءة المحلية، من خلال مسلسل يبدأ بالانتقاء مرورا بالتوظيف والتحسيس، وتحويل العمل غير المهيكل إلى مهيكل من خلال وضع المقاول الخاص أو رب المقاولة الصغرى، ثم التكوين والتجهيز، والاندماج في السوق والمواكبة (التكوين المستمر، الاستشارة الإدارية والضريبية، الحسابات ..).

وتوفر هذه المنصة، أيضا، إمكانية الحصول على مجموعة من الامتيازات الاجتماعية مثل التأمين ضد حوادث الشغل، والاتفاقيات مع المصحات الطبية، وأطباء الشغل، والولوج إلى مساحة للعمل المشترك، وكذا المنتجعات الصيفية للمهنيين وعائلاتهم.

ويستفيد المقاولون الخواص وأرباب المقاولات الصغرى المعتمدون لدى “ألوبريكول” من إدماج رقمي، من خلال “فضاء سوق” (موقع تجاري) يسمح لهم بتدبير طلباتهم وفواتيرهم وعلاقاتهم مع الزبناء، ومن إدماج مالي، عن طريق الحصول بشكل أسرع على تمويل البنوك والشركاء في ألوبريكول (المؤسسات، والمنظمات غير الحكومية ..).

وبالنسبة للزبناء، تلتزم الشركة الناشئة بضمان الجودة بسعر مناسب عن طريق الرهان على مسألة الشفافية. فتقدم خدمة عالية الجودة وفقا لمعايير المهنة وتعرض أسعار العمل بموقعها على الأنترنيت.

خدمات متعددة

وتذهب المنصة أبعد من ذلك من خلال تقديم ضمانة تصل إلى ستة أشهر، بالإضافة إلى تأمين على المسؤولية المدنية يغطي الأضرار المحتملة، كما يتم تدبير العلاقة مع الزبون بواسطة فريق من المهندسين والمتخصصين.

وفي ما يتعلق بالشق الثالث المتعلق بالمجالات الترابية، توفر “ألوبريكول” نظاما مبتكرا ومستداما لريادة الأعمال ومنسجما مع خصوصية المنطقة، مع الأخذ بعين الاعتبار التنمية المحلية وضمان تأهيل ودعم الموارد البشرية غير المؤهلة، وتسهيل اندماجها في السوق المحلية.

وأوضح المقاول الذي انطلق في عالم المقاولة بعد فترة قصيرة من حصوله على دبلوم المدرسة المحمدية للمهندسين في سنة 2005، بأن المنصة تعمل “كشريك قوي ومسؤول ملتزم كليا بالتنمية الجهوية ويوفر حلا حقيقيا لمشكلة البطالة”.

ويشغل رضوان أغودال الذي يوجد على رأس ست مقاولات، حاليا، العديد من المناصب الأخرى، بما في ذلك نائب كاتب الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة خريبكة- بني ملال، وعضو المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمنطقة خريبكة، وعضو لجنة التشغيل للمبادرة في خريبكة، ثم رئيس جمعية دار البيئة والتنمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *