خالد أشيبان

الفيديو الذي انتشر للسيد عامل إقليم إفران، وهو يقوم بجولة بأحد المناطق السياحية ويخاطب الباعة والمسؤولين، يكشف عمق أزمة العقليات التي نتخبط فيها داخل مختلف المؤسسات في هذا البلد …

جميل جدا أن يخرج العامل من مكتبه ليتفقد بنفسه ما يقع على أرض الواقع، ويعالج المشاكل بسرعة بعد الوقوف عليها، لكن القاموس الذي استعمله، وهو يخاطب من حوله، هدم كل شيء جميل في ذلك الفيديو : “مابغيت حد هنا .. ماعندي ماندير بيكم .. تاشفارت ديالكم .. لي بقا هنا يمشي للحبس ” … عبارات لا تليق بمغرب القرن 21، لأن دور المسؤول أولا وأخيرا هو إعمال القانون ضد المخالفين، وحل مشاكل المواطنين، وليس تحقيق رغباته الشخصية وتوجيه تهم بالسرقة أمام الكاميرات …

 

وحديثي هذا ليس دفاعا عن المخالفين للقانون، بل بالعكس تماما .. لكن السيد العامل لم يكن يتجول في ملكه الخاص ليخاطب الناس بعبارة “ما عندي ماندير بيكم هنا …” .. وتوجيه تهم بتاشفارت ووضع الناس في السجن هو اختصاص حصري للقضاء، ولا سلطة للعامل في هذا المجال ليهدد بسجن الناس ولو كانوا مخالفين للقانون .. مهمة المسؤول هي إيجاد الحلول لمشاكل الناس أولا، وتطبيق القانون على المخالفين له ثانيا، ولو استدعى الأمر ذلك يتم اللجوء إلى القضاء لمحاسبة المخالفين .. لا أقل ولا أكثر !

أكررها مرة أخرى، شيء محمود ومطلوب أن يخرج المسؤول من مكتبه ويتفقد بنفسه أحوال الناس .. لكن يجب الاشتغال أكثر على الحس التواصلي للمسؤولين والانتباه لخطابهم، ليكون ملائما للعصر، محافظا على كرامة الناس …

الناس يجب أن يكونوا هم الأصل، وهم الهدف .. والمسؤولين يجب أن يكونوا في خدمة الناس حسب ما يتيحه لهم القانون من صلاحيات .. لا أقل ولا أكثر !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *