أثارت تصريحات أشرف حكيمي بشأن الكرة الذهبية، التي يرى أنه “يستحقها أكثر من أي مهاجم”، ردود فعل داخلية في باريس سان جيرمان.
مجلة “ليكيب“ 11 غشت 2025
ترجمة وملاءمة: سعيد بوطبسيل
أثارت تصريحات أشرف حكيمي بشأن الكرة الذهبية، التي يرى أنه “يستحقها أكثر من أي مهاجم”، ردود فعل داخلية في باريس سان جيرمان.
«هل يمكن للسعي وراء الجائزة الفردية، التي يُعتبر عثمان ديمبيلي أحد أبرز المرشحين لها، أن يزعزع التوازن داخل غرفة ملابس الفريق الباريسي؟».
إنه مشهد سيظل عالقًا في أذهان مشجعي باريس سان جيرمان إلى الأبد على الأرجح. بعد ساعات قليلة من الفوز باللقب الأوروبي، اجتمع اللاعبون والجهاز الفني في ملعب “بارك دي برانس” (حديقة الأمراء) في لحظة نادرة من التواصل الحميمي. واحدًا تلو الآخر، سار أعضاء الفريق على السجادة الحمراء وتم الاحتفاء بهم. كانت الأجواء حينها تبعث على الارتياح.
فريق باريس سان جيرمان لموسم 2024-2025 يعكس صورة جماعية متحدة، بناها لويس إنريكي بصبر. فريق سليم، تلاشت فيه الأنانيات الفردية لخدمة مشروع مشترك.
إن احترام هذا الإطار، الذي كان أساسيًا في نجاح النادي الموسم الماضي، سيكون أحد شروط الحفاظ على هذا المستوى وبناء ما يحلم به القادة: سلالة باريسية حاكمة.
لويس إنريكي، الذي يمقت هذا النوع من الجوائز الفردية، لم يكن يتخيل على الأرجح أن يواجه فريقه بهذه السرعة في الموسم نقاشات حول الكرة الذهبية.
هل يمكن لهذه النقاشات أن تقوض هذه الوحدة؟ هذا هو التحدي الأكبر.
حتى وقت قريب، كان باريس سان جيرمان قد أدار مسألة الكرة الذهبية من “فرانس فوتبول” ببراعة تامة، من خلال تواصل معلن من قبل قادته، لا سيما ناصر الخليفي، لصالح عثمان ديمبيلي.
في بداية يوليو، اتخذ رئيس باريس سان جيرمان موقفًا واضحًا: “إذا لم يفز عثمان ديمبيلي بالكرة الذهبية، فهناك مشكلة”. وفي مقابلة مع قناة “ليغ 1+” يوم الجمعة، دعم فيتينيا هذه الاستراتيجية، ملتزمًا بالتعليمات.
اللاعب البرتغالي، بعد أن أوضح أن الفوز بالكرة الذهبية “سيكون أمرًا استثنائيًا”، لم يتردد في جعل زميله مرشحه المفضل: “أجد أن الأكثر استحقاقًا هو عثمان. هذا العام، هو حقًا الرجل الذي قادنا حتى النهاية، حتى اللقب”.
هذا النوع من التصريحات الدبلوماسية التي تقدرها أقسام التواصل.
حاول باريس سان جيرمان حذف المقطع الحساس من المقابلة: مقابلة أشرف حكيمي مع زملائنا في “كانال+”، التي بُثّت يوم السبت، كانت أقل دبلوماسية بكثير. اللاعب المغربي، وفيًا لأسلوبه الصريح والمباشر في التواصل، عبّر عن طموحات واضحة جدًا بشأن الجائزة الفردية الأسمى. وأوضح لاعب ريال مدريد السابق: “كان حلمي الأول أن أصبح لاعب كرة قدم محترفًا.
الكرة الذهبية حلم لم أفكر به قط، لكنني أعتقد أنني أستحقها أيضًا.
لقد قدمت موسمًا تاريخيًا. ليس هناك الكثير من اللاعبين الذين سجلوا في ربع النهائي، ونصف النهائي، والنهائي. كمدافع، الأمر أصعب.
الناس يعتقدون أنني مهاجم أو لاعب وسط، لكن لا، أنا ألعب في خط دفاع رباعي ويجب أن أفكر في الدفاع.
إحصائياتي هذا العام (11 هدفًا، 16 تمريرة حاسمة) ليست إحصائيات مدافع عادي. عندما يفعل مدافع ذلك، أعتقد أنه يستحقها أكثر من مهاجم”. كان هذا التدخل الإعلامي قد سُجّل قبل بضعة أيام، وتوقع باريس سان جيرمان عواقبه المحتملة على توازن غرفة الملابس.
عندما أوضح ناصر الخليفي، في خطابه الافتتاحي في “كامبوس بواسي” يوم الخميس، ضمن أمور أخرى، أن “جميع اللاعبين” يستحقون الكرة الذهبية، كان رئيس باريس سان جيرمان، الذي كان على علم بتصريح حكيمي القادم، يحاول بلا شك نزع فتيل الجدل الناشئ.
وفي محاولة لتحقيق التوازن، قام النادي الباريسي بتعديل طفيف في استراتيجيته التواصلية بشأن “الكرة الذهبية”.
مع الإقرار الكامل بدعم ديمبيلي، ولكن مع ترك الباب مفتوحًا لمرشحين آخرين، بمن فيهم حكيمي.
وذلك لتجنب إثارة استياء أي شخص. ومع إدراكه للطبيعة القابلة للاشتعال لمقابلة اللاعب المغربي، ذهب باريس سان جيرمان إلى حد محاولة حذف هذا المقطع المتعلق بالكرة الذهبية (*).
لكنه لم ينجح في إقناع لاعبه، الذي كان مقتنعًا بشرعيته في التعبير عن رغبته في الفوز بالكرة الذهبية.
هل هي مجرد زوبعة في فنجان؟ من السابق لأوانه تأكيد ذلك. بالأمس، أكد مصدر في النادي أنهم “هادئون جدًا” و”مركزون تمامًا على التحضير” لكأس السوبر الأوروبي يوم الأربعاء ضد توتنهام.
أحد أعضاء الفريق المهني لديمبيلي: “لا نريد الدخول في أي جدل”:
سيتعين قياس عواقب هذا التصريح في الأيام أو الأسابيع المقبلة. لكن في الساعات الأخيرة، أثارت تصريحات حكيمي نقاشات داخلية، وكذلك في محيط اللاعبين.
وماذا عن عثمان ديمبيلي في كل هذا؟ لم تتسرب سوى معلومات قليلة موثوقة عن حالته الذهنية.
وقد تم نفي المعلومات التي دارت حول وجود محادثات بين الزميلين حول هذا الموضوع بالأمس من كلا الجانبين.
لاعب برشلونة السابق، الذي يحتفظ بعلاقة جيدة مع حكيمي، رفض دائمًا بشدة أي ضغط إعلامي، معتبرًا أنه يريد أن يُحكم عليه فقط من خلال أدائه على أرض الملعب. ومع ذلك، تفاجأ بعض المقربين منه بتصريح اللاعب المغربي.
وفي المحيط المهني لـ”ديمبيلي”، يتم رفض أي جدل: “عثمان يركز تمامًا على بداية موسمه.
لا نريد الدخول في أي جدل. الأهم بالنسبة لنا يظل هو الفريق، وعثمان قدّر علامات الدعم من زملائه.
أما الباقي، فكل شخص حر في تصريحاته. ليس من شأننا تفسير مواقف هذا أو ذاك”.
باريس سان جيرمان ينفي تدخله. نحن نتمسك بهذه المعلومة.
