هذا الرئيس الذي يأكل مع الذيب ويبكي مع السارح، لم يقدم أية توضيحات حول الخلفية الحقيقية لاحتجاجات أيت بوكماز، التي تعتبر أمرا طبيعيا للتعبير عن مطالب اجتماعية مشروعة موروثة.

رئاسة التحرير -le12

تصدّرت جماعة تبانت في آيت بوكماز، إقليم أزيلال، خلال الأسبوع المنصرم، واجهة اهتمام الرأي العام، بعد مسيرة شعبية رفعت مطالب اجتماعية مشروعة.

الآن، وقد هدأت عاصفة الاحتجاج، وعاد المحتجون إلى حياتهم اليومية في انتظار تنفيذ وعود ممثل وزارة الداخلية، عامل إقليم أزيلال، دعونا نبحث عن الحقائق الضائعة في مسيرة آيت بوكماز ذات المطالب الاجتماعية.

ولعل أبرز هذه الحقائق، شبهة تورط “مول العكاز” في دفع خالد تيكوكين، رئيس جماعة تبانت عن حزب العدالة والتنمية، إلى ممارسة التمويه السياسي والضحك على ذقون بسطاء آيت بوكماز.

كيف ذلك؟.

تابع الجميع كيف ظهر رئيس جماعة تبانت فجأة في المسيرة الاحتجاجية للساكنة، مقدّمًا نفسه كداعٍ لما سماه في تصريح لموقع الحزب بـ”التضييق التنموي”.

عامل -ازيلال يستمع للمحتجين
عامل -ازيلال يستمع للمحتجين

لكن ما لا يعلمه كثيرون، هو أن هذه المسيرة جاءت كنتيجة مباشرة لأكثر من عشر سنوات من فشل هذا الرئيس في تدبير شؤون الجماعة، وفشله في النهوض بأوضاع السكان الذين وضعوا ثقتهم فيه.

رئيس “يأكل مع الذيب ويبكي مع السارح”، لم يقدّم أي توضيحات بشأن الأسباب الحقيقية وراء الاحتجاجات، والتي تُعدّ في جوهرها مطالب مشروعة، لكنه يحاول توظيفها اليوم سياسيًا في سياق انتخابي يسبق استحقاقات 2026.

من الصعب فصل السياق الاحتجاجي في آيت بوكماز عن التحركات الحزبية التي يقودها “البيجيدي” لإرباك منافسيه في التحالف الحكومي، وخلق جو مناهض للحكومة الحالية في محاولة لاستعادة الثقة المفقودة لدى الناخبين.

رئيس الجماعة لم يوضح أيضًا أسباب المشاكل المتراكمة في جماعته، رغم أنه يديرها منذ سنوات، ولم يفسر فشل حزبه، الذي قاد الحكومة لعقد كامل، في إحداث أي تغيير ملموس بالمنطقة.

أين كانت “جهود” العدالة والتنمية طيلة تلك السنوات؟.

ولماذا لم تتكامل مع جهود الجماعة التي يرأسها لإخراج الساكنة من التهميش؟ .

لماذا لم يستغل الحزب نفوذه الحكومي والجهوي بين 2011 و2021 في تنمية آيت بوكماز؟.

لماذا اختار رئيس الجماعة تحريك خيوط الاحتجاج الآن؟ .

ولماذا لم يصارح الساكنة بمسؤوليته هو وحزبه عن هذا الفشل؟.

لماذا لم يتحرك من موقعه في مجلس الجهة للمطالبة بالمشاريع والإصلاحات التي ينادي بها المحتجون اليوم؟ .

ولماذا لم يستفق ضميره السياسي إلا الآن؟.

لماذا لم يتملك الشجاعة السياسية ليقول أن برلماني الاحرار في الدائرة رشيد منصوري، سبق ان وجه سؤالا كتابيا إلى وزير الداخلية بتاريخ 29ماي 2025، حول سحب أو تجميد مشاريع مبرمجة لفائدة العديد من الجماعات بإقليم أزيلال وفتح تحقيق حول خلفيات ذلك؟. (انظر الوثيقة).

سؤال برلماني الاحرار
سؤال برلماني الاحرار

إن مطالب الساكنة واضحة: إصلاح الطرق، توفير النقل العمومي والنقل المدرسي، وتحسين الخدمات الصحية.

فهل عجز عن تحقيقها حين كان حزبه يسيطر على الحكومة والمجالس؟ أم أنه لم يتحرك أصلًا؟.

الحقيقة أن رئيس الجماعة، الذي يشغل منصبه منذ أكثر من عشر سنوات، لم يسهم في إخراج المنطقة من العزلة، ولم يحقق التحول التنموي المنشود.

لقد كان الأجدر به أن يقدّم استقالته، بدل أن يركب موجة احتجاج تدينه هو وحزبه قبل أن تُدين من هم اليوم في موقع المسؤولية. 

على رئيس جماعة تبانت، الذي اعطته ايت بوكماز الشيء الكثير وقادته إلى البرلمان،  العلم بأنه أصبح ورقة محروقة عند الساكنة بني ملال عموما، التي عندما تسمع كلامه تستغرب وعندما ترى صوره مع رئيس الجهة البامي عادل بركات، تتعجب !!!. 

لذلك لم يكن مفاجئا، أن تسارع تنظيمات محلية، فور لقاء عامل إقليم أزيلال بالمحتجين، إلى إصدار بيانات تبرّأت فيها من محاولات رئيس الجماعة الركوب على المسيرة.

أما “تنعوير” الرئيس الأعجوبة في هامش المسيرة لاثارة الفتن بهواجس انتخابوية، فربما لم يكن ليتم لولا تشجيع من “مول العكاز”. 

والاكيد أن الكشف عن هذه الحقيقة، إلى جانب من وقف ضد مشاريع جماعات أزيلال، يبقى في يد الدولة ومؤسساتها في الإقليم.

إيوا عيطو للدولة!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *